موضوعه المادّة الموجودة ويبطل منها بوجود المستعدّ له (١) ، بخلاف الإمكان الخاصّ الّذي هو معنى عقليّ لا يتّصف بشدّة وضعف ولا قرب وبعد ، وموضوعه الماهيّة من حيث هي ، لا يفارق الماهيّة موجودة كانت أو معدومة.
وربما اطلق الإمكان واريد به كون الشيء بحيث لا يلزم من فرض وقوعه محال (٢) ، ويسمّى : «الإمكان الوقوعيّ».
وربما اطلق الإمكان واريد به ما للوجود المعلوليّ من التعلّق والتقوّم بالوجود العلّيّ ، وخاصّة الفقر الذاتيّ للوجود الإمكانيّ بالنسبة إلى الوجود الواجبيّ جلّ وعلا ويسمّى : «الإمكان الفقريّ» و «الوجوديّ» قبال الإمكان الماهويّ.
تنبيه آخر :
الجهات الثلاث المذكورة لا تختصّ بالقضايا الّتي محمولها الوجود ، بل تتخلّل واحدة منها بين أيّ محمول مفروض نسب إلى أيّ موضوع مفروض ، غير أنّ الفلسفة لا تتعرّض منها إلّا لما يتخلّل بين الوجود وعوارضه الذاتيّة ، لكون موضوعها الموجود بما هو موجود.
__________________
(١) فالنطفة مادّة موجودة تستعدّ لصيرورتها جنينا ، واستعدادها بعد نموّها أشهرا أقرب إلى الإنسانيّة من استعدادها في بدء تكوّنها.
(٢) أي : ليس ممتنعا بالذات أو بالغير ، كالإنسان.