٥ ـ قال ابن عبد ربه : وقف محمد بن الحنفية على قبر الحسين بن على عليهماالسلام فخنقته العبرة ، ثم نطق فقال : يرحمك الله أبا محمد (١) ، فلئن عزت حياتك فلقد هدت وفاتك ، ولنعم الروح روح ضمه بدنك ، ولنعم البدن بدن ضمه كفنك ، وكيف لا يكون كذلك وأنت بقية ولد الأنبياء ، وسليل الهدى ، وخامس أصحاب الكساء ، غذتك أكف الحقّ ، وربيت فى حجر الاسلام ، قطبت حيا وطبت ميتا ، وان كانت أنفسنا غير طيبة بفراقك ، ولا شاكة فى الخيار لك (٢).
٢٥ ـ باب ما جرى بينه وابو بكر
١ ـ محمّد بن الاشعث أخبرنا عبد الله بن محمّد ، قال : أخبرنا محمّد بن محمّد ، قال : حدّثنى موسى ، قال : حدّثنا أبى ، عن جدّه ، جعفر بن محمّد ، عن أبيه عن جدّه ، علىّ بن الحسين عن أبيه ، عن علىّ بن أبى طالب عليهالسلام قال : لمّا استخلف أبو بكر صعد المنبر فى يوم الجمعة وقد تهيّأ الحسن والحسين للجمعة فسبق الحسين فانتهى الى أبى بكر ، وهو على المنبر ، فقال له : هذا منبر أبى لا منبر أبيك ، فبكى أبو بكر.
فقال : صدقت هذا منبر أبيك لا منبر أبى فدخل علىّ بن أبى طالب عليهالسلام على تلك الحال فقال ما يبكيك يا أبا بكر ، فقال له القوم ما قال له الحسين كذا وكذا ، فقال : على عليهالسلام يا أبا بكر انّ الغلام إنمّا يشعر فى سبع سنين ، ويحتلم فى أربعة عشر سنة ويستكمل طوله فى أربع وعشرين ويستكمل عقله فى ثمان وعشرين سنة فما كان بعد ذلك فانّما هو بالتجارب (٣)
__________________
(١) كذا فى الاصل.
(٢) العقد الفريد : ٣ / ٢٣٩.
(٣) الاشعثيات : ٢١٢.