الصيداوى ، فقالوا : نعم أخذه الحصين بن تميم ، فبعث به إلى ابن زياد ، فأمره ابن زياد أن يلعنك ويلعن أباك فصلّى عليك وعلى أبيك ولعن ابن زياد ، وأباه ودعا إلى نصرتك ، وأخبرهم بقدومك ، فأمر به ابن زياد فألقى من طمار القصر ، فترقرقت عينا حسين عليهالسلام ولم يملك دمعه ثمّ قال : منهم من قضى نحبه ، ومنهم من ينتظر وما بدّلوا تبديلا ، اللهمّ اجعل لنا ولهم الجنّة نزلا واجمع بيننا وبينهم فى مستقرّ من رحمتك ورغائب مذخور ثوابك (١).
٣٨ ـ باب نزوله عليهالسلام بكربلاء
١ ـ قال الصدوق : ثمّ صار حتّى نزل كربلا ، فقال : أىّ موضع هذا فقيل كربلا يا ابن رسول الله ، فقال : هذا والله يوم كرب وبلاء ، وهذا الموضع الذي يهراق فيه دماؤنا ويباح فيه حريمنا (٢).
٢ ـ قال المفيد : فلمّا أصبح نزل فصلّى الغداة ثمّ عجّل الركوب فاخذ يتياسر بأصحابه يريد أن يفرّقهم فيأتيه الحرّ بن يزيد ، فيردّه وأصحابه فجعل إذا ردّهم نحو الكوفة ردّا شديدا امتنعوا عليه فارتفعوا فلم يزالوا يتياسرون كذلك حتّى انتهوا الى نينوى المكان الّذي نزل به الحسين عليهالسلام فاذا راكب على نجيب له عليه السلاح متنكب قوسا مقبل من الكوفة فوقفوا جميعا ينتظرونه ، فلمّا انتهى إليهم سلّم على الحرّ وأصحابه ولم يسلّم على الحسين وأصحابه ودفع الى الحرّ كتاب من عبيد الله بن زياد ، فاذا فيه.
__________________
(١) تاريخ الطبرى : ٥ / ٤٠٣.
(٢) أمالى الصدوق : ٩٤.