بالغد ان شاء الله على رءوس الناس ، وخرجا من عنده فدعا الحسين برواحله فركبها وتوجّه نحو مكّة على المنهج الاكبر (١)
٣١ ـ باب خروجه عليهالسلام من المدينة
١ ـ روى الصدوق فى حديث طويل : دعا عتبة الكاتب وكتب بسم الله الرحمن الرحيم الى عبد الله يزيد أمير المؤمنين من عتبة بن أبى سفيان ، أمّا بعد فان الحسين بن علىّ ، ليس يرى لك خلافة ولا بيعة ، فرأيك فى أمره والسلام ، فلمّا ورد الكتاب على يزيد لعنه الله كتب الجواب الى عتبة ، أمّا بعد ، فاذا أتاك كتابى هذا ، فعجل علىّ بجوابه ، وبيّن لى فى كتابك كلّ من فى طاعتى ، أو خرج عنها ، وليكن مع الجواب رأس الحسين بن على ، عليهماالسلام.
فبلغ ذلك الحسين فهمّ بالخروج من أرض الحجاز الى أرض العراق ، فلمّا أقبل اللّيل راح الى مسجد النبيّ صلىاللهعليهوآله ليودّع القبر ، فلمّا وصل الى القبر ، سطع له نور من القبر ، فعاد الى موضعه ، فلمّا كانت اللّيلة الثانية ، راح ليودّع القبر ، فقام يصلّى ، فأطال فنعس ، وهو ساجد ، فجاءه النبيّ صلىاللهعليهوآله وهو فى منامه فأخذ الحسين عليهالسلام ، وضمّه الى صدره وجعل يقبل عينيه ويقول :
بأبى أنت كأنّى أراك مرمّلا بدمك ، بين عصابة من هذه الامة ، يرجون شفاعتى ما لهم عند الله من خلاق ، يا بنىّ إنّك قادم على أبيك وأمّك وأخيك ، وهم مشتاقون إليك ، وانّ لك فى الجنّة درجات لا تنالها إلّا بالشهادة ، فانتبه
__________________
(١) العقد الفريد : ٤ / ٣٧٦.