كالثعلب راغ بالختل عند الارهاق والليث صال بالجرأة عند الاطلاق وأما ما بعد هؤلاء فانّى قد وطأت لك الامم وذللت لك أعناق المنابر ، وكفيتك من قرب منك ومن بعد عنك ، فكن للناس كما كان أبوك لهم يكونوا لك كما كانوا لأبيك (١)
١٨ ـ قال ابن عبد ربه : قال الهيثم بن عدى : لما حضرت معاوية الوفاة ويزيد غائب دعا بمسلم بن عقبة المرّى والضحّاك بن قيس الفهرى ، وقال لهما : أبلغا عنّى يزيد وقولا له : أنظر أهل الحجاز فهم عصابتك وعترتك فمن أتاك منهم فأكرمه ومن قعد عنك فتعاهده ، وانظر أهل العراق فان سألوك عزل عامل فى كلّ يوم فاعزله عنهم فان عزل عامل واحد أهون عليك من سلّ مائة ألف سيف ثمّ لا تدرى علام أنت عليه منهم.
انظر أهل الشام فاجعلهم الشعار دون الدثار فان رابك من عدو ريب فارمهم به.
فان أظفرك الله فاردد أهل الشام الى بلادهم لا يقيموا فى غير بلادهم فيتأدّبوا بغير آدابهم لست أخاف عليك غير عبد الله بن الزبير والحسين بن على فأما عبد الله بن عمر ، فرجل قد وقذه الورع وأما الحسين فأرجو أن يكفيكه الله بمن قتل أباه وخذل أخاه (٢)
١٩ ـ عنه عن علىّ بن عبد العزيز قال : قرأ علىّ أبو عبيد القاسم بن سلام ، وأنا أسمع ، فسألته : نروى عنك كما قرى عليك قال : نعم. قال أبو عبيد : لما مات معاوية بن أبى سفيان وجاءت وفاته الى المدينة وعليها يومئذ الوليد بن عتبة ، فأرسل الى الحسين بن على ، وعبد الله بن الزبير فدعاهما الى البيعة ليزيد ، فقالا :
__________________
(١) شرح النهج : ٢٠ / ١٣٣.
(٢) العقد الفريد : ٤ / ٨٧.