مكّة يريد المدينة.
فقال له : أين تريد؟ قال الحسين : أمّا الآن فمكّة قال : فخار الله لك ، غير انّى أحبّ أن أشير عليك برأى قال الحسين : وما هو؟ قال : إذا أتيت مكّة فأردت الخروج منها الى بلد من البلدان ، فايّاك والكوفة ، فإنّها بلدة مشئومة ، بها قتل أبوك ، وبها خذل أخوك ، واغتيل بطعنة (١).
١٦ ـ الحافظ ابن عساكر : قال أحمد بن سليمان ، وأنبأنا الزبير ، حدّثنى محمّد ابن فضالة ، عن أبى مخنف قال : حدّثنى عبد الملك بن نوفل بن مساحق ، عن أبى سعيد المقبرى قال : والله لرأيت الحسين وإنّه ليمشى بين رجلين يعتمد على هذا مرّة وعلى هذا مرّة وعلى هذا أخرى ، حتّى دخل مسجد رسول الله صلىاللهعليهوآله وهو يقول :
لا ذعرت السوام فى غبش الصبح |
|
مغيرا ولا دعيت يزيدا |
يوم أعطى مخافة الموت ضيما |
|
والمنايا ترصدننى أن أحيدا |
قال : فعلمت عند ذلك أنّه لا يلبث الّا قليلا حتّى يخرج ، فلمّا لبث أن خرج حتّى لحق بمكّة (٢).
٣٢ ـ باب ما جرى له عليهالسلام بمكّة المكرّمة
١ ـ قال الشيخ المفيد : لمّا دخل الحسين عليهالسلام مكّة كان دخوله إيّاها ليلة الجمعة لثلث مضين من شعبان دخلها وهو يقرأ (وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقاءَ مَدْيَنَ قالَ عَسى رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي سَواءَ السَّبِيلِ) ثمّ نزلها ، فأقبل أهلها يختلفون إليه ، ومن كان بها من المعتمرين وأهل الآفاق وابن الزبير بها قد لزم جانب الكعبة ، وهو قائم يصلّى
__________________
(١) الاخبار الطوال : ٢٢٨.
(٢) ترجمة الامام الحسين : ١٩٥.