١٠ ـ قال سبط ابن الجوزى : أما الحسين عليهالسلام : فانّه خرج من مكّة ، سابع ذى الحجة سنة ستّين ، فلمّا وصل بستان بنى عامر ، لقى الفرزدق الشاعر ، وكان يوم التروية ، فقال له الى أين يا ابن رسول الله ما أعجلك عن الموسم ، قال لو لم أعجل لاخذت أخذا ، فأخبرنى يا فرزدق عمّا ورائك فقال تركت الناس بالعراق قلوبهم معك وسيوفهم مع بنى أميّة فاتّق الله فى نفسك وارجع.
فقال له : يا فرزدق إنّ هؤلاء ، قوم لزموا طاعة الشيطان ، وتركوا طاعة الرحمن ، وأظهروا الفساد فى الارض ، وابطلوا الحدود ، وشربوا الخمور ، واستأثروا فى أموال الفقراء والمساكين ، وأنا أولى من قام بنصرة دين الله ، واعزاز شرعه ، والجهاد فى سبيله ، لتكون كلمة الله هى العلياء ، فأعرض عنه الفرزدق وسار (١).
٢ ـ لقائه عليهالسلام مع عبد الله بن مطيع
١١ ـ قال الدينورى : سار الحسين عليهالسلام من بطن الرمة ، فلقيه عبد الله بن مطيع ، وهو منصرف من العراق ، فسلّم على الحسين ، وقال له : بأبى أنت وأمّى يا ابن رسول الله ، ما أخرجك من حرم الله وحرم جدّك؟ فقال : انّ أهل الكوفة كتبوا الىّ يسألوننى أن أقدم عليهم ، لما رجوا من احيا ، معالم الحقّ ، واماتة البدع ، قال له ابن مطيع : أنشدك الله أن لا تأتى الكوفة ، فو الله لئن أتيتها لتقتلنّ ، فقال الحسين عليهالسلام : (لَنْ يُصِيبَنا إِلَّا ما كَتَبَ اللهُ لَنا) ثمّ ودّعه ومضى (٢).
١٢ ـ قال الطبرى ثمّ أقبل الحسين سيرا الى الكوفة ، فانتهى الى ماء من مياه
__________________
(١) تذكره الخواص : ٢٤٠.
(٢) الاخبار الطوال : ٢٤٦.