تزوّجت مولاتى ، وتركت أكفائى من قريش ، فليس فوق رسول الله صلىاللهعليهوآله منتهى فى شرف ، ولا غاية فى نسب ؛ وإنمّا كانت ملك يمينى ، خرجت عن يدى بأمر التمست فيه ثواب الله تعالى ؛ ثم ارتجعتها على سنّة نبيّه صلىاللهعليهوآله.
وقد رفع الله بالاسلام الخسيسة ووضع عنّا به النقيصة : فلا لوم على امرئ مسلم الّا فى أمر مأثم ، وإنّما اللوم لوم الجاهليّة ، فلمّا قرأ معاوية كتابه نبذه الى يزيد فقرأه ، وقال : لشدّ ما فخر عليك الحسين! قال : لا ولكنّها ألسنة بنى هاشم الحداد التي تفلق الصخر ، وتغرف من البحر! (١).
٢٨ ـ باب ما جرى بينه عليهالسلام ومروان
١ ـ فرات قال حدّثنى علىّ بن حمدون معنعنا عن ابن الجارية واصبغ بن نباتة الحنظلى ، قال لما كان مروان على المدينة خطب الناس فوقع فى أمير المؤمنين عليهالسلام ، قال فلمّا نزل من المنبر أتى الحسين بن على عليهالسلام فقيل له ان مروان قد وقع فى على عليهالسلام ، قال فما كان فى المسجد الحسن عليهالسلام قالوا بلى ، قال فلم يقل له شيئا قالوا : لا فقام الحسين عليهالسلام مغضبا حتى دخل على مروان.
فقال يا ابن الزرقاء ويا ابن آكلة القمل أنت الواقع فى على عليهالسلام ، قال له مروان أنت صبىّ لا عقل لك قال فقال له الحسين عليهالسلام ألا أخبرك بما فيك وأصحابك وفى على عليهالسلام قال : إنّ الله تبارك وتعالى قال (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا) فذلك لعلى وشيعته (فَإِنَّما يَسَّرْناهُ بِلِسانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ) فبشر بذلك النبيّ صلىاللهعليهوآله لعلىّ بن أبى طالب عليهالسلام (٢)
__________________
(١) زهر الآداب : ١ / ١٠١.
(٢) تفسير فرات : ٩٠.