٢ ـ روى ابن شهرآشوب ، عن عبد الملك بن عمير والحاكم والعبّاس قالوا : خطب الحسين عليهالسلام عائشة بنت عثمان ، فقال مروان ازوّجها عبد الله بن الزبير ، ثمّ إنّ معاوية كتب الى مروان وهو عامله على الحجاز ، يأمره ان يخطب أمّ كلثوم بنت عبد الله بن جعفر لابنه يزيد ، فأبى عبد الله بن جعفر فأخبره بذلك فقال عبد الله : انّ أمرها ليس الىّ إنمّا هو الى سيّدنا الحسين عليهالسلام وهو خالها.
فأخبر الحسين بذلك فقال استخير الله تعالى ، اللهمّ وفّق لهذه الجارية رضاك من آل محمّد ، فلمّا اجتمع الناس فى مسجد رسول الله صلىاللهعليهوآله أقبل مروان حتّى جلس الى الحسين عليهالسلام وعنده من الجلة.
وقال انّ أمير المؤمنين أمرنى بذلك وان اجعل مهرها حكم أبيها بالغا ما بلغ مع صلح ما بين هذين الحيّين مع قضاء ، دينه أعلم أنّ من يغبطكم بيزيد أكثر ممّن يغبطه بكم والعجب كيف يستمهر يزيد وهو كفو من لا كفو له وبوجهه يستسقى الغمام فردّ خيرا يا أبا عبد الله.
فقال الحسين عليهالسلام : الحمد لله الذي اختارنا لنفسه وارتضانا لدينه واصطفانا على خلقه الى آخر كلامه عليهالسلام ، ثمّ قال يا مروان قد قلت فسمعنا اما قولك مهرها حكم أبيها بالغا ما بلغ ، فلعمرى لو أردنا ذلك ما عدونا سنّة رسول صلىاللهعليهوآله فى بناته ونسائه وأهل بيته وهو اثنتا عشرة أو يكون أربعمائة وثمانين درهما.
أمّا قولك مع قضاء دين أبيها فمتى كنّ نساؤنا يقضين عنّا ديوننا ، وأمّا صلح ما بين هذين الحيين فأنا قوم عاديناكم فى الله ولم نكن نصالحكم للدنيا فلعمرى فلقد اعيى النسب فكيف السبب وأمّا قولك العجب ليزيدك كيف يستمهر فقد استمهر من هو خير من يزيد ومن أب يزيد ومن جدّ يزيد.