أبا عثمان أشر علىّ فى الحسين.
قال : إنّك والله ما تخاف الحسين إلا على من بعدك ، وانّك لتخلّف له قرنا ان صارعه ليصرعنّه ، وإن سابقه ليسبقنّه فذر الحسين منبت النخلة ، يشرب من الماء ويقعد فى الهواء ، ولا يبلغ إلى السّماء قال : فما غيبك عنّى يوم صفّين؟ قال : تحملت الحرم ، وكفيت الحزم ، وكنت قريبا ، لو دعوتنا لاجبناك ، ولو أمرت لاطعناك ؛ قال معاوية : يا أهل الشام ، هؤلاء قومى وهذا كلامهم (١).
١٨ ـ روى عن العتبى عن أبيه : ان عتبة بن أبى سفيان قال : كنت مع معاوية فى دار كندة ، إذا أقبل الحسن والحسين ومحمّد ، بنو علىّ بن أبى طالب ، فقلت : يا أمير المؤمنين ، إنّ لهؤلاء القوم أشعارا وأبشارا ، وليس مثلهم كذب ، وهم يزعمون أن أباهم كان يعلم ، فقال : إليك من صوتك ، فقد قرب القوم ، فاذا قاموا فذكرنى بالحديث ، فلمّا قاموا قلت يا أمير المؤمنين ، ما سألتك عنه من الحديث؟ قال : كلّ القوم كان يعلم وأبوهم من أعلمهم (٢).
١٩ ـ عنه قال : كتب معاوية إلى مروان بن الحكم ، عامله على المدينة : أن ادع أهل المدينة إلى بيعة يزيد ، فان أهل الشام والعراق قد بايعوا ، فخطبهم مروان فحضّهم على الطاعة وحذرهم الفتنة ودعاهم الى بيعة يزيد قال سنة أبى بكر الهادية المهدية ، فقال له عبد الرحمن بن أبى بكر : كذبت! ان كان أبا بكر ترك الأهل والعشيرة ، وبايع لرجل من بنى عدى ، رضى دينه وأمانته ، واختاره لامّة محمّد صلىاللهعليهوآله فقال مروان : أيها الناس ، إن هذا المتكلّم هو الّذي أنزل الله فيه : «والذي قال لوالديه افّ لكما أتعدانني أن أخرج وقد خلت القرون من قبلى» فقال له عبد الرحمن : يا ابن الزرقاء ، أفينا تتأول القرآن! وتكلّم الحسين بن علىّ ، وعبد الله بن
__________________
(١) العقد الفريد : ٤ / ٢٢.
(٢) العقد الفريد : ٤ / ٢٨٢