فلعمرى ما الإمام الّا الحاكم بالكتاب القائم بالقسط الدائن بدين الحقّ الحابس نفسه على ذات الله والسلام (١).
٢ ـ قال الطبرسى : فلمّا دخل مكّة ، دخلها لثلاث مضين من شعبان ، وهو يقول: (وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقاءَ مَدْيَنَ قالَ عَسى رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي سَواءَ السَّبِيلِ) فأقبل أهل مكّة يختلفون إليه ويأتيه ابن الزبير فيمن يأتيه ، بين كلّ يومين مرة ، وهو اثقل خلق الله على ابن الزبير ، وقد عرف أنّ أهل الحجاز لا يبايعونه ما دام الحسين عليهالسلام بالبلد ، وبلغ أهل الكوفة هلاك معاوية وعرفوا خبر الحسين ، فاجتمعت الشيعة فى منزل سليمان بن صرد الخزاعى.
قالوا : انّ معاوية قد هلك ، وأنّ الحسين خرج إلى مكّة وأنتم شيعته وشيعة أبيه ، فان كنتم تعلمون انّكم ناصروه ومجاهد وعدوّه ، فاكتبوا إليه فكتبوا إليه كتبا كثيرة وأنفذوا إليه الرسل ارسالا ذكروا فيها أنّ الناس ينتظرونك لا داعى لهم غيرك ، فالعجل العجل ، فكتب إليه أمراء القبائل : أمّا بعد فقد اخضرت بالجنّات واينعت الثمار ، فاذا شئت فاقدم على جند لك مجندة.
فلمّا قرء الكتاب وسأل الرسل كتب إليهم : من الحسين بن على الى الملأ من المؤمنين ، أمّا بعد فان فلانا وفلانا قدما علىّ بكتبكم ، وفهمت مقالة جلّكم ، إنّه ليس علينا امام فأقبل لعل الله يجمعنا بك على الحقّ وانّى باعث إليكم أخى وابن عمّى ، وثقتى من أهلى ، فان كتب الىّ انّه قد اجتمع رأى ملائكم وذو والحجى والفضل منكم على مثل ما قدمت على به رسلكم وقرأته فى كتبكم أقدم عليكم وشيكا ان شا ، الله تعالى (٢)
__________________
(١) الارشاد : ١٨٤.
(٢) اعلام الورى : ٢٢١.