وحكى له ما فيه ، فأمر عبيد الله بن زياد بطلب الرسول ، فطلبوه فأتوه به ، فضربت عنقه ، ثمّ أقبل حتّى دخل المسجد الأعظم ، فاجتمع له الناس ، فقام ، فقال : «أنصف القارة من راماها» يا أهل البصرة إن أمير المؤمنين قد ولّانى مع البصرة الكوفة ، وأنا سائر إليها.
قد خلّفت عليكم أخى عثمان بن زياد ، فايّاكم والخلاف والارجاف ، فو الله الّذي لا إله غيره ، لئن بلغنى عن رجل منكم خالف أو أرجف لأقتلنّه ووليّه ، ولآخذنّ الأدنى بالأقصى ، والبريء بالسقيم ، حتّى تستقيموا ، وقد أعذر من أنذر ثمّ نزل ، وسار وخرج معه من أشراف أهل البصرة شريك بن الأعور ، والمنذر بن الجارود ، فسار حتّى وافى الكوفة ، فدخلها ، وهو متلثّم (١).
١٢ ـ قال أبو الفرج الاصفهانى : حدّثنى أحمد بن عيسى بن أبى موسى العجلى ، قال : حدّثنا حسين بن نصر بن مزاحم ، قال : حدّثنا أبى ، قال : حدّثنا عمر ابن سعد ، عن أبى مخنف لوط بن يحيى الازدى ، وحدّثنى أيضا أحمد بن محمّد بن شبيب المعروف بأبى بكر بن شيبة قال : حدّثنا أحمد بن الحارث الخزاز قال : حدّثنا على بن محمّد المدائنى ، عن أبى مخنف ، عن عوانة وابن جعدبة وغيرهم.
حدّثنى أحمد بن الجعد قال : حدّثنا على بن موسى الطوسى ، قال : حدّثنا أحمد ابن جناب قال : حدّثنا خالد بن يزيد بن أسد بن عبد الله القسرى ، قال : حدّثنا عمّار الدهنى ، عن أبى جعفر محمّد بن على كلّ واحد ممن ذكرت يأتى بالشىء يوافق فيه صاحبه أو يخالفه ويزيد عليه شيئا ، أو ينقص منه ، وقد ثبت ذلك برواياتهم منسوبا إليهم ، قال المدائنى عن هارون بن عيسى ، عن يونس بن أبى اسحاق.
قال : لما بلغ أهل الكوفة نزول الحسين عليهالسلام مكّة وأنه لم يبايع ليزيد وفد إليه
__________________
(١) الاخبار الطوال : ٢٣١.