فقال : يا ابن الاشعث أما والله لو لا أنّك امّنتى ما استسلمت ، قم بسيفك دونى فقد أخفرت ذمّتك ، ثمّ قال : يا ابن زياد أما والله لو كانت بينى وبينك قرابة ما قتلتنى ، ثمّ قال ابن زياد : أين هذا الذي ضرب ابن عقيل رأسه بالسيف ، وعاتقه؟ فدعى فقال اصعد فكن أنت الذي تضرب عنقه فصعد به ، وهو يكبّر ويستغفر ويصلّى على ملائكة الله ورسله ، وهو يقول : اللهمّ أحكم بيننا وبين قوم غرّونا وكذبونا وأذلّونا وأشرف به على موضع الجزّارين اليوم فضربت عنقه وأتبع جسده رأسه (١).
٤٣ ـ عنه قال أبو مخنف : حدّثنى الصقعب بن زهير ، عن عون بن أبى جحيفة ، قال : نزل الأحمرى بكير بن حمران الذي قتل مسلما ، فقال له ابن زياد : قتلته؟ قال : نعم قال : فما كان يقول وأنتم تصعدون به؟ قال : كان يكبّر ويسبّح ويستغفر فلمّا أدنيته لأقتله قال : اللهمّ أحكم بيننا وبين قوم كذّبونا وغرّونا وخذلونا وقتلونا ، فقلت له : ادن منّى الحمد لله الذي أقادنى منك فضربته لم تغن شيئا ، فقال أما ترى فى خدش تخدشنيه وفاء من دمك أيّها العبد ، فقال ابن زياد : أو فخرا عند الموت قال : ثمّ ضربته الثانية فقتلته.
قال : وقام محمّد بن الاشعث الى عبيد الله بن زياد ، فكلّمه فى هانى بن عروة وقال : انك قد عرفت منزلة هانى بن عروة فى المصر وبيته فى العشيرة ، وقد علم قومه أنى وصاحبى سقناه إليك فأنشدك الله لما وهبته لى فانّى أكره عداوة قومه هم أعزّ أهل المصر وعدد أهل اليمن! قال : فوعده أن يفعل فلمّا كان من أمر مسلم بن عقيل ما كان بدا له فيه ، وأبى أن يفى له بما قال.
قال : فأمر بهانى بن عروة حين قتل مسلم بن عقيل ، فقال أخرجوه الى السوق فأضربوا عنقه ، قال : فأخرج بهانى حتّى انتهى الى مكان من السوق كان
__________________
(١) تاريخ الطبرى : ٥ / ٣٧٦.