فكتب إليه يزيد : أمّا بعد ، فانّك لم تعد ان كنت كما أحبّ ، عملت عمل الحازم ، وصلت صولة الشجاع الرابط الجأش ، فقد أغنيت وكفيت ، وصدّقت ظنّى بك ، ورأيى فيك ، وقد دعوت رسوليك فسألتهما ، وناجيتهما ، فوجدتهما فى رأيهما وفضلهما كما ذكرت ، فاستوص بهما خيرا ، وانّه قد بلغنى أنّ الحسين بن على قد توجّه نحو العراق ، فضع المناظر والمسالح ، واحترس على الظنّ ، وخذ على التهمة ، غير ألا تقتل الّا من قاتلك ، واكتب الىّ فى كلّ ما يحدث من الخير ، والسلام عليك ورحمة الله (١).
٤٥ ـ عنه قال أبو مخنف : حدّثنى الصعقب بن زهير ، عن عون بن أبى جحيفة ، قال : كان مخرج مسلم بن عقيل بالكوفة يوم الثلاثاء لثمان ليال مضين من ذى الحجّة سنة ستين ـ ويقال يوم الاربعاء لسبع مضين من سنة ستّين من يوم عرفة بعد ، مخرج الحسين من مكّة يوم الاحد ، ليلتين بقيتا من رجب سنة ستّين ، ودخل مكّة ليلة الجمعة لثلاث مضين من شعبان ، فأقام بمكّة شعبان وشهر رمضان ، وشوّالا وذا القعدة ، ثمّ خرج منها لثمان مضين من ذى الحجة يوم الثلاثاء يوم التروية فى اليوم الذي خرج فيه مسلم بن عقيل (٢).
٤٦ ـ ذكر هارون بن مسلم ، عن علىّ بن صالح ، عن عيسى بن يزيد ، أن المختار بن أبى عبيد ، وعبد الله بن الحارث بن نوفل ، كانا خرجا مع مسلم ، خرج المختار براية خضراء ، وخرج عبد الله براية حمراء ، وعليه ثياب حمر ، وجاء المختار برايته فركزها على باب عمرو بن حريث ، وقال : إنّما خرجت لأمنع عمرا ، وان ابن الأشعث والقعقاع بن شور وشبث بن ربعى قاتلوا مسلما ، وأصحابه عشيّة سار مسلم الى قصر ابن زياد قتالا شديدا ، وأن شبثا جعل يقول : انتظروا بهم الليل يتفرّقوا : فقال له القعقاع : انّك قد سددت على الناس وجه مصيرهم ، فاخرج لهم
__________________
(١) تاريخ الطبرى : ٥ / ٣٨٠.
(٢) تاريخ الطبرى ٥ / ٣٨٠.