٤ ـ قال الفتال : ثم نزل يوم الخميس وهو اليوم الثانى من المحرم سنة احدى وستين ، فلما كان من الغد قدم عليهم عمر بن سعد بن أبى وقاص من الكوفة فى أربعة آلاف فارس ، فنزلت نينوى فبعث الى الحسين عليهالسلام عروة بن قيس الاحمسى ، فقال ائته ، فاساله ما الذي جاء بك وما الذي تريد ، وكان عروة ممن كتب الى الحسين عليهالسلام فاستحيا منه أن يأتيه ، فعرض ذلك على الرؤسا الذين كاتبوه وكلهم أبى ذلك ، وكرهه
فقام إليه كثير بن عبد الله الشعبى ، وكان فارسا شجاعا لا يردّ وجهه شىء ، فقال أنا اذهب إليه والله لئن شئت لا فتكنّ به فقال عمر ما أريد ان تفتك به ، ولكن ائته فاسأله ما الذي جاء بك ، فأقبل كثير إليه ، فلما رآه أبو ثمامة الصائدى قال : أصلحك الله يا أبا عبد الله قد جاءك شرّ خلق الله وأجراه على دم وأفتكه ، وقام إليه وقال له ضع سيفك ، قال لا ولا كرامة انما أنا رسول فان سمعتم منى أبلغتكم ما أرسلت به ، إليكم ، فان أبيتم انصرفت عنكم.
قال فانى آخذ بقائم سيفك ثم تكلم بحاجتك ، قال لا والله لا تمسه فقال له : أخبرنى ما جئت به وأنا أبلغه عنك ولا أدعك تدنوا منه فانك فاجر فأبى وانصرف الى عمر بن سعد ، فدعا عمر قرة بن قيس الحنظلى ، فقال له ويحك يا قرّة ألق حسينا فسئله ما جاء به وما ذا يريد فأتا قرة فلما رآه الحسين عليهالسلام مقبلا قال أتعرفون هذا ، فقال حبيب بن مظاهر ، نعم هذا رجل من حنظلة تميم ، وهو ابن اختنا وقد كنت أعرفه بحسن الراى وما كنت اراه يشهد هذا المشهد.
فجاء حتى سلم على الحسين عليهالسلام ، وأبلغه رسالة عمر بن سعد ، فقال له الحسين عليهالسلام : كتب الىّ اهل مصركم هذا أن اقدم ، وأما اذا كرهتمونى فانى أنصرف عنكم ، ثم قال له حبيب بن مظاهر : ويحك يا قرة اين ترجع الى القوم الظالمين ، انصر هذا الرجل الذي بآبائه أيدك الله بالكرامة ، فقال له قرة : أرجع الى صاحبنا