وأصحابه ، ونحو مائه راجل ـ فلمّا كثرت العساكر على الحسين ، أيقن أنّه لا محيص له ، فقال : اللهمّ أحكم بيننا وبين قوم دعونا لينصرونا ثمّ هم يقتلوننا (١).
١٠ ـ قال الطبرى : قدم عليهم عمر بن سعد بن أبى وقّاص من الكوفة فى أربعة آلاف. وكان سبب خروج ابن سعد الى الحسين عليهالسلام ، انّ عبيد الله بن زياد بعثه على أربعة آلاف من أهل الكوفة يسير بهم إلى دستبى ، وكانت الديلم قد خرجوا إليها وغلبوا عليها ، فكتب إليه ابن زياد عهده على الرّى ، وأمره بالخروج.
فخرج معسكرا بالناس بحمّام أعين ، فلمّا كان من أمر الحسين ما كان وأقبل الى الكوفة دعا ابن زياد عمر بن سعد ، فقال : سر إلى الحسين ، فاذا فرغنا ممّا بيننا وبينه سرت إلى عملك ، فقال له عمر بن سعد : إن رأيت رحمك الله أن تعفينى فافعل ، فقال له عبيد الله : نعم ، على أن تردّ لنا عهدنا : قال : فلمّا قال له ذلك قال عمر بن سعد : أمهلنى اليوم حتّى أنظر.
قال : فانصرف عمر يستشير نصحاءه ، فلم يكن يستشير أحدا إلّا نهاه ، قال : وجاء حمزة ابن المغيرة بن شعبة ـ وهو ابن أخته ـ فقال : أنشدك الله يا خال أن تسير الى الحسين ، فتاثّم بربّك ، وقطع رحمك! فو الله لأن تخرج من دنياك ومالك وسلطان الأرض كلّها لو كان لك ، خير لك من أن تلقى الله بدم الحسين! فقال له عمر ابن سعد : فانّى افعل إن شاء الله (٢).
١١ ـ عنه قال هشام : حدّثنى عوانة بن الحكم ، عن عمّار بن عبد الله بن يسار الجهنى ، عن أبيه ، قال : دخلت على عمر بن سعد ، وقد أمر بالمسير الى الحسين ، فقال لى : إنّ الأمير أمرنى بالمسير الى الحسين ، فأبيت ذلك عليه ، فقلت له : أصاب الله بك أرشدك الله ، أحلّ فلا تفعل ولا تسر إليه ، فقال : فخرجت من عنده ، فأتانى آت و
__________________
(١) مروج الذهب : ٣ / ٧٠.
(٢) تاريخ الطبرى : ٥ / ٧٠٩.