الحنظلى ، فقال له : ويحك يا قرّة! الق حسينا فسله ما جاء به؟ وما ذا يريد؟ قال : فأتاه قرّة بن قيس ، فلمّا رآه الحسين مقبلا قال : أتعرفون هذا؟ فقال حبيب بن مظاهر : نعم ، هذا رجل من حنظلة تميمىّ ، وهو ابن اختنا ، ولقد كنت أعرفه بحسن الرأى ، وما كنت أراه يشهد هذا المشهد.
قال : فجاء حتّى سلّم على الحسين ، وأبلغه رسالة عمر بن سعد إليه له ، فقال الحسين : كتب الىّ أهل مصركم هذا أن أقدم ، فأمّا إذا كرهوني فأنا أنصرف عنهم قال : ثمّ قال له حبيب بن مظاهر : ويحك يا قرّة ابن قيس! أنّى ترجع الى القوم الظالمين! انصر هذا الرجل الذي بآبائه أيّدك الله بالكرامة ، وإيّانا معك فقال له قرّة أرجع إلى صاحبى بجواب رسالته ، وأرى رأيى ، قال فانصرف إلى عمر بن سعد فأخبره الخبر ، فقال له عمر بن سعد: إنّى لأرجو أن يعافينى الله من حربه وقتاله (١).
١٢ ـ عنه قال هشام ، عن أبى مخنف ، قال : حدّثنى النضر بن صالح بن حبيب ابن زهير العبسىّ ، عن حسان بن فائد بن بكير العبسى ، قال : أشهد أنّ كتاب عمر ابن سعد جاء الى عبيد الله بن زياد وأنا عنده ، فاذا فيه : بسم الله الرّحمن الرحيم. أمّا بعد ، فانّى حيث نزلت بالحسين ، بعثت إليه رسولى فسألته عمّا أقدمه ، وما ذا يطلب ويسأل ، فقال : كتب إلىّ أهل هذه البلاد ، وأتتنى رسلهم ، فسألونى القدوم ، ففعلت ، فأمّا إذ كرهونى فبدا لهم غير ما أتتنى به رسلهم ، فأنا منصرف عنهم ، فلمّا قرىء الكتاب على ابن زياد قال :
الآن إذ علقت مخالبنا به |
|
يرجو النجاة ولات حين مناص! |
قال : وكتب إلى عمر بن سعد : بسم الله الرحمن الرحيم : أمّا بعد ، فقد بلغنى
__________________
(١) تاريخ الطبرى : ٥ / ٤٠٩.