أتاه وسيقيم هنا لك على سرير من نور قد حف به إبراهيم وموسى وعيسى وجميع الأنبياء ومن ورائهم المؤمنون ينظرون ما يقول الحسين فهم بهذا الحال حتّى يقوم المهدى ، فاذا قام أتوا كربلا ووافوا الحسين فلا يبقى سماوىّ ولا أرضيّ الا حفّ به يزوره ويصافحه ويقعد معه على السرير ، يا مفضل هذه والله لرفعة التي ليس فوقها شيء ولا دونها شيء ولا وراءها لطالب مطلب (١).
٢٢ ـ حدثني أبو الفضل محمّد بن عبد الله ، قال : حدّثنى أبو النجم بدر بن الطبرستانى ، قال : حدّثنى أبو جعفر محمّد بن على الشلمغانى ، عمّن حدّثه عن أبى جعفر قال لما ولد الحسين هبط جبرئيل فى الف ملك يهنّون النبيّ بولادته وكان ملك يقال له فطرس فى جزيرة من جزائر البحر بعثه الله فى أمر فابطأ فكسر جناحه وأزاله عن مقامه وأهبطه الى تلك الجزيرة ، فمكث فيها خمسمائة عام ، وكان صديقا لجبرئيل.
فلمّا رآهم قال لجبرئيل الى أين قال : نهنئ النبيّ محمّدا بمولود ولد له فى هذه الليلة فقال احملنى إليه لعلّه يدعو لي ، فحمله ولما أدّى جبرئيل التهنئة نظر النبيّ الى فطرس ، فسأله جبرئيل عنه فأخبره بشأنه فالتفت إليه رسول الله ، وقال له امسح جناحك على هذا المولود يعنى الحسين فمسح جناحه فعاد الى حالته ورضى الله عنه ويسمّى عتيق الحسين ، وأمر أن يلزم أرض كربلا فيخبر بكلّ مؤمن زاره الى يوم القيمة (٢).
٢٣ ـ أبو جعفر المشهدى باسناده ، عن جابر بن عبد الله رضى الله عنه ، قال : لمّا عزم الحسين بن على عليهماالسلام ، على الخروج الى العراق أتيته فقلت له : أنت ولد رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وأحد سبطيه ، أرى الى أنّك تصالح كما صالح أخوك الحسن ، فانّه
__________________
(١) دلائل الامامة : ٧٨.
(٢) دلائل الامامة : ٧٩.