قوما قتلوك ، ما أجرأهم على الله وعلى انتهاك حرمة الرسول ، على الدنيا بعدك العفاء ، قال الراوى وخرجت زينب بنت على عليهالسلام تنادى يا حبيباه يا ابن أخاه وجاءت فاكبّت عليه فجاء الحسين عليهالسلام فاخذها وردّها الى النساء ، ثمّ جعل أهل بيته صلوات الله وسلامه عليهم يخرج الرجل منهم بعد الرجل حتّى قتل القوم منهم جماعة ، فصاح الحسين عليهالسلام فى تلك الحال صبرا يا بنى عمومتى صبرا يا أهل بيتى فو الله لا رأيتم هو انا بعد هذا اليوم أبدا(١).
٦ ـ قال الطبرى : قال أبو مخنف حدّثنى زهير بن عبد الرحمن بن زهير الخثعمى ، قال : كان آخر من بقى مع الحسين من أصحابه سويد بن عمرو بن أبى المطاع الخثعمى ، قال : وكان أوّل قتيل من بنى أبى طالب يومئذ علىّ الأكبر بن الحسين بن علىّ ، وأمّه ليلى ابنة أبى مرّة بن عروة بن مسعود الثقفى ، وذلك أنّه أخذ يشدّ على الناس وهو يقول :
أنا علىّ بن حسين بن علىّ |
|
نحن وربّ البيت أولى بالنبىّ |
تالله لا يحكم فينا ابن الدّعى |
قال : ففعل ذلك مرارا ، فبصر به مرّة بن منقذ بن النعمان العبدىّ ثمّ الليثىّ ، فقال : علىّ آثام العرب إن مرّ بى يفعل مثل ما كان يفعل إن لم أثكله أباه ، فمرّ يشدّ على الناس بسيفه ، فاعترضه مرّة بن منقذ ، فطعنه فصرع ، واحتوله الناس فقطّعوه بأسيافهم (٢).
٧ ـ عنه قال أبو مخنف حدّثنى سليمان بن أبى راشد ، عن حميد بن مسلم الأزدى ، قال : سماع أذنى يومئذ من الحسين يقول : قتل الله قوما قتلوك يا بنىّ! ما أجرأهم على الرحمن ، وعلى انتهاك حرمة الرسول! على الدنيا بعدك العفاء ، قال :
__________________
(١) اللهوف : ٤٩.
(٢) تاريخ الطبرى : ٥ / ٤٤٦.