وكأنّى أنظر الى امرأة خرجت مسرعة كأنّها الشمس الطالعة تنادى : يا أخيّاه! ويا ابن أخيّاه! قال : فسألت عنها ، فقيل هذه زينب ابنة فاطمة ابنة رسول الله صلىاللهعليهوآله فجاءت حتّى اكبّت عليه.
فجاءها الحسين فأخذ بيدها فردّها إلى الفسطاط ، وأقبل الحسين إلى ابنه ، وأقبل فتيانه إليه ، فقال : احملوا أخاكم ، فحملوه من مصرعه حتّى وضعوه بين يدى الفسطاط الّذي كانوا يقاتلون أمامه (١).
٨ ـ قال أبو الفرج الاصفهانى : على بن الحسين وهو علىّ الأكبر ولا عقب له يكنى أبا الحسن ، وأمّه ليلى بنت أبى مرّة بن عروة بن مسعود الثقفى وأمّها ميمونة بنت أبى سفيان بن حرب بن أميّة وتكنى أم شيبة ، وأمها بنت أبى العاص ابن أميّة ، وهو أوّل من قتل فى الواقعة ، وإيّاه عنى معاوية فى الخبر الذي حدّثنى به محمّد بن محمّد بن سليمان ، قال : حدّثنا يوسف بن موسى القطان ، قال : حدّثنا جرير ، عن مغيرة قال : قال معاوية : من أحقّ الناس بهذا الامر؟ قالوا : أنت.
قال لا ، أولى الناس بهذا الأمر علىّ بن الحسين بن على ، جدّه رسول الله صلىاللهعليهوآله وفيه شجاعة بنى هاشم ، وسخاء بنى أميّة وزهو ثقيف ، وقال يحيى بن الحسن العلوى : وأصحابنا الطالبيّون يذكرون أن المقتول لأمّ ولد وأنّ الّذي أمّه ليلى هو جدّهم حدّثنى بذلك أحمد بن سعيد عنه (٢).
٩ ـ عنه حدّثنى أحمد بن سعيد عن يحيى ، عن عبيد الله بن حمزة ، عن الحجّاج بن المعتز الهلالى ، عن أبى عبيدة وخلف الأحمر ، أنّ هذه الابيات قيلت فى علىّ بن الحسين الأكبر :
لم تر عين نظرت مثله |
|
من محتف يمشى ومن ناعل |
__________________
(١) تاريخ الطبرى : ٥ / ٤٤٧.
(٢) مقاتل الطالبيين : ٥٢.