وهو منبسط على فراش وهو شديد المرض ومع شمر جماعة من الرجال فقالوا له : الا نقتل هذا العليل فقلت سبحان الله أيقتل الصبيان انما هذا صبىّ وانه لما به ، فلم ازل حتى دفعتهم عنه وجاء عمر بن سعد.
فصاح النساء فى وجهه وبكين ، فقال لاصحابه لا يدخل أحد منكم بيوت هؤلاء النسوة ولا تتعرضوا لهذا الغلام المريض وسألته النسوة ليسترجع ما اخذ منهن ليستترنّ به فقال من أخذ من متاعهنّ شيئا فليرده عليهن ، فو الله ما رد أحد منهم شيئا ، فوكل بالفسطاط وبيوت النساء وعلىّ بن الحسين عليهالسلام جماعة ممن كانوا معه وقال احفظوهم لئلا يخرج منهم أحد ولا تسؤن إليهم ثم عاد الى مضربه فنادى فى أصحابه من ينتدب للحسين فيوطئه فرسه(١).
١٩ ـ الشيخ المفيد أبو على الحسن بن محمّد الطوسى رحمهالله قال حدثنا الشيخ الوالد السعيد أبو جعفر رحمهالله قال حدثنا محمّد بن محمّد ، قال أخبرنا ابو عبد الله محمّد بن عمران المرزبانى قال : حدثنا أحمد بن محمّد قال حدثنا الحسين بن عليل العنزى قال حدثنا عبد الكريم بن محمّد قال حدثنا على بن سلمة عن أبى أسلم محمّد بن مخلد ، عن أبى هياج عبد الله بن عامر ، قال لما أتى نعى الحسين عليهالسلام الى المدينة خرجت بنت عقيل بن ابى طالب رضى الله عنهما فى جماعة من نسائها حتى انتهت الى قبر رسول الله صلىاللهعليهوآله فلاذت به وشهقت عنده ثم التفتت الى المهاجرين والانصار وهى تقول :
ما ذا تقولون ان قال النبيّ لكم |
|
يوم الحساب وصدق القول مسموع |
خذلتم عترتى أو كنتم غيبا |
|
والحقّ عند ولى الأمر مجموع |
أسلمتموهم بايدى الظالمين فما |
|
منكم له اليوم عند الله مشفوع |
__________________
(١) الارشاد : ٢٢٥.