فلما لم يبق مع الحسين أحد إلّا ثلاثة رهط من أهله أقبل على القوم يدفعهم عن نفسه والثلاثة يحمونه حتى قتل الثلاثة وبقى وحده وقد اثخن بالجراح فى رأسه وبدنه فجعل يضاربهم بسيفه وهم يتفرقون عنه يمينا وشمالا ، فقال حميد بن مسلم فو الله ما رأيت مكثورا قط قد قتل ولده وأهل بيته وأصحابه أربط جاشا ولا أمضى جنانا منه عليهالسلام ان كانت الرجالة لتشد عليه عليه فيشد عليها بسيفه فينكشف عن يمينه وعن شماله انكشاف المعزى اذا شد فيها الذئب.
فلما راى ذلك شمر بن ذى الجوشن استدعى الفرسان فصاروا فى ظهور الرجالة وامر الرماة أن يرموه فرشقوه بالسهام حتى صار كالقنفذ ، فاحجم عنهم فوقفوا بازائه وخرجت اخته زينب الى باب الفسطاط فنادت عمر بن سعد بن ابى وقاص ويلك يا عمر أيقتل أبو عبد الله وأنت تنظر إليه فلم يجبها عمر بشيء فنادت ويحكم أما فيكم مسلم فلم يجبها أحد بشيء ونادى شمر بن ذى الجوشن الفرسان والرجالة فقال ويحكم ما تنتظرون بالرجل ثكلتكم أمهاتكم فحملوا عليه من كل جانب.
فضربه زرعة بن شريك على كتفه اليسرى ففلقها وضربه آخر منهم على عاتقه فكبا منها لوجهه وطعنه سنان بن أنس النخعي بالرمح فصرعه وبدر إليه خولى بن يزيد الاصبحى فنزل ليجتز رأسه فارعد فقال له شمر فت الله فى عضدك مالك ترعد ونزل شمر إليه فذبحه ثم دفع راسه الى خولى بن يزيد فقال احمله الى الامير عمر بن سعد ثم اقبلوا على سلب الحسين عليهالسلام فأخذ قميصه اسحاق بن الحياة الحضرمى ، وأخذ سراويله ابجر بن كعب ، واخذ عمامته اخنس بن مرثد ، وأخذ سيفه رجل من بنى دارم وانتهبوا رحله وابله واثقاله وسلبوا نسائه
قال حميد بن مسلم فو الله لقد كنت أرى المرأة من نسائه وبناته واهله تنازع ثوبها عن ظهرها حتى تغلب عليه فتذهب به منها ، ثمّ انتهوا الى على بن الحسين عليهالسلام