بعد أخيه أيام امامته بقية ملك معاوية ومن ايام يزيد عشر سنين وستة أشهر وصار الى كرامة الله عزوجل وقد كمل عمره سبعا وخمسين سنة فى عام الستين من الهجرة فى المحرم يوم عاشورا وهو يوم الاثنين وكان بينه وبين اخيه ستة أشهر وكان أشبه الناس بالنبى صلىاللهعليهوآله ما بين الصدر الى الرجلين.
قتل فى كربلا غربى الفرات قتله عبيد الله بن زياد وعمر بن سعد وشمر بن ذى الجوشن بأمر يزيد بن معاويه أتوه ومعهم اثنان وثلاثون فارسا واربعون راجلا منهم ثمانية وعشرون من رهط بنى عبد المطلب والباقون من سائر الناس ، وقال أبو عبد الله جعفر بن محمّد عليهماالسلام وجد بالحسين ثلاث وثلاثون طعنة وأربع وأربعون ضربة ورمية وروى مائة وعشرون (١).
٢٥ ـ قال الفتال : حملت ، الجماعة على الحسين فغلبوه على عسكره واشتدّ به العطش فركب المسناة يريد الفرات فاعترضه خيل ابن سعد لعنهم الله وفيهم رجل من بنى دارم فقال لهم ويلكم حولوا بينه وبين الماء ولا تمكنوه من الفرات فقال الحسين عليهالسلام اللهم اظمه فغضب الدارمى ورماه بسهم فاثبته فى حنكه فانتزع الحسين عليهالسلام السهم وبسط يده تحت حنكه فامتلات راحتاه بالدم فرماه ولما رجع الحسين عليهالسلام من المسناة الى فسطاطه تقدم إليه شمر بن ذى الجوشن فى جماعة من أصحابه وأحاطوا به
فأسرع منهم رجل يقال له مالك بن أنس فشتم الحسين عليهالسلام فضربه على رأسه بالسيف ، وكان على راسه قلنسوة فقطعها حتى وصل الى رأسه فأدماه فامتلأت القلنسوة دما فقال له الحسين عليهالسلام لا اكلت بيمينك ولا شربت بها وحشرك الله مع الظالمين ثم ألقى القلنسوة ودعا بخرقة فشد بها رأسه واستدعى
__________________
(١) دلائل الامامة.