واعتمّ فلبثوا هنيئة ثمّ مادوا إليه وأحاطوا به.
ثمّ انّ شمر بن ذى الجوشن حمل على فسطاط الحسين عليهالسلام ، فطعنه بالرمح ، ثمّ قال علىّ بالنار أحرقه على من فيه فقال له الحسين عليهالسلام : يا ابن ذى الجوشن أنت الداعى بالنار لتحرق على أهلى أحرقك الله بالنار وجاء شبث فوبخه فاستحا فانصرف (١).
٣٢ ـ قال الراوى قال الحسين عليهالسلام ابغوا لي ثوبا لا يرغب فيه اجعله تحت ثيابى لئلا اجرّد منه ، فأتى بتبان فقال لا ذاك لباس من ضربت عليه الذلّة فخرقه وجعله تحت ثيابه ، فلمّا قتل عليهالسلام جردوه منه ثمّ استدعى الحسين عليهالسلام بسراويل من حبرة ففرزها ولبسها وإنمّا فرزها لئلّا يسلبها فلمّا قتل عليهالسلام سلبها بحر بن كعب لعنه الله وترك الحسين صلوات الله عليه مجرّدا فكانت يدا بحر بعد ذلك تيبسان فى الصيف كانّهما عودان يابسان وتترطبان فى الشتاء فتنضحان دما وقيحا الى ان أهلكه الله تعالى.
قال ولمّا اثخن الحسين عليهالسلام بالجراح وبقى كالقنفذ طعنه صالح بن وهب المرى على خاصرته طعنة فسقط الحسين عليهالسلام عن فرسه الى الارض على خدّه الأيمن وهو يقول بسم الله وبالله وعلى ملّة رسول الله ، ثمّ قام صلوات الله عليه. قال الراوى وخرجت زينب من باب الفسطاط وهى تنادى وا أخاه وا سيّداه وا أهل بيتاه ليت السماء اطبقت على الارض وليت الجبال تدكدكت على السهل.
قال وصاح شمر بأصحابه ما تنتظرون بالرجل قال وحملوا عليه من كلّ جانب فضربه زرعة بن شريك على كتفه اليسرى وضرب الحسين عليهالسلام زرعة فصرعه وضرب آخر على عاتقه المقدّس بالسيف ضربة كبا عليهالسلام بها لوجهه ، و
__________________
(١) اللهوف : ٥٢.