كان قد أعيا وجعل ينوء ويكبت فطعنه سنان ابن أنس النخعي فى ترقوته ، ثمّ انتزع الرمح فطعنه فى بوانى صدره ثمّ رماه سنان أيضا بسهم.
فوقع السهم فى نحره فسقط عليهالسلام وجلس قاعدا فنزع السهم من نحره وقرن كفّيه جميعا فكلّما امتلاتا من دمائه خضب بهما رأسه ولحيته وهو يقول : هكذا ألقى الله مخضبا بدمى مغصوبا على حقّى ، فقال عمر بن سعد لرجل عن يمينه انزل ويحك الى الحسين فارحه قال: فبدر إليه خولى بن يزيد الأصبحى ليحتز رأسه فارعد فنزل إليه سنان بن أنس النخعي لعنه الله فضرب بالسيف فى حلقه الشريف وهو يقول والله انى لأجتزّ رأسك واعلم انك ابن رسول الله صلىاللهعليهوآله وخير الناس أبا وأما ثم اجتز رأسه المقدس المعظم وفى ذلك يقول الشاعر :
فأىّ رزية عدلت حسينا |
|
غداة تبيره كفا سنان (١) |
٣٣ ـ عنه ، روى أبو طاهر محمّد بن الحسن النرسى فى كتاب معالم الدين قال : قال أبو عبد الله عليهالسلام : لما كان من أمر الحسين عليهالسلام ما كان ضجّت الملائكة الى الله بالبكاء وقالت يا رب هذا الحسين عليهالسلام صفيك وابن بنت نبيّك قال فأقام الله ظلّ القائم عليهالسلام وقال بهذا انتقم لهذا
قال الراوى : فارتفعت فى السماء فى ذلك الوقت غبرة شديدة سوداء مظلمة فيها ريح حمراء لا ترى فيها عين ولا أثر حتّى ظنّ القوم انّ العذاب قد جاءهم فلبثوا كذلك ساعة ثمّ انجلت عنهم (٢).
٣٤ ـ عنه ، روى هلال بن نافع قال : انى كنت واقفا مع أصحاب عمر بن سعد لعنه الله اذ صرخ صارخ أبشر أيها الامير فهذا شمر قتل الحسين عليهالسلام قال فخرجت بين الصفين فوقفت عليه وانّه ليجود بنفسه فو الله ما رأيت قط قتيلا مضمخا بدمه
__________________
(١) اللهوف : ٥٣.
(٢) اللهوف : ٥٥.