غيرى ، فقال له إخوته وأبناؤه وبنو أخيه وابنا عبد الله بن جعفر : لم نفعل لنبقى بعدك ، لا أرانا الله ذلك أبدا ، بدأهم بهذا القول العبّاس بن على ، ثمّ انّهم تكلّموا بهذا ونحوه.
فقال الحسين عليهالسلام : يا بنى عقيل حسبكم من القتل بمسلم اذهبوا قد أذنت لكم قالوا : فما يقول الناس! يقولون إنّا تركنا شيخنا وسيّدنا وبنى عمومتنا ، خير الأعمام ، ولم نرم معهم بسهم ، ولم نطعن معهم برمح ، ولم نضرب معهم بسيف ، ولا ندرى ما صنعوا! لا والله لا نفعل ، ولكن نفديك أنفسنا وأموالنا وأهلونا ، ونقاتل معك حتّى نرد موردك ، فقبح الله العيش بعدك (١)!
١٢ ـ عنه قال أبو مخنف : حدّثنى عبد الله بن عاصم ، عن الضحاك بن عبد الله المشرقى ، قال : فقام إليه مسلم بن عوسجة الأسدي ، فقال : أنحن نخلّى عنك ولمّا نعذر الى الله فى أداء حقّك! أما والله حتّى أكسر فى صدورهم رمحى ، وأضربهم بسيفى ، ما ثبت قائمه فى يدى ، ولا أفارقك ، ولو لم يكن معى سلاح أقاتلهم به لقذفتهم بالحجارة ، دونك حتّى أموت معك.
قال : وقال سعيد بن عبد الله الحنفى : والله لا نخلّيك حتّى يعلم الله أنا حفظنا غيبة رسول الله صلىاللهعليهوآله فيك ، والله لو علمت أنى أقتل ثمّ أحيا ثمّ أحرق حيّا ثمّ أذرى ، يفعل ذلك بى سبعين مرّة ما فارقتك ، حتّى ألقى حمامى دونك ، فكيف لا أفعل ذلك! وإنّما هى قتلة واحدة ثمّ هى الكرامة الّتي لا انقضاء لها أبدا.
قال : وقال زهير بن القين : والله لوددت أنى قتلت ثمّ نشرت ثمّ قتلت حتّى أقتل كذا ألف قتلة ، وأنّ الله يدفع بذلك القتل ، عن نفسك وعن أنفس هؤلاء الفتية
__________________
(١) تاريخ الطبرى : ٥ / ٤١٨