المسناة نحو الفرات فحالوا بينه وبين الماء فانصرف الى موضعه الذي كان فيه ، فانتزع له رجل من القوم بسهم فاثبته فى عاتقه فنزع عليهالسلام السهم فضربه زرعة بن شريك التميمى بالسيف واتقاه الحسين بيده ، فاسرع السيف فى يده ، وحمل عليه سنان بن أوس النخعي فطعنه فسقط ، ونزل إليه خولى بن يزيد الاصبحى ليحتزّ رأسه ، فارعدت يداه ، فنزل أخوه شبل بن يزيد فاحتز رأسه فدفعه الى أخيه خولى ثمّ مال الناس على ذلك الورس الذي كان أخذه من العير والى ما فى المضارب فانتهبوه.
لم ينج من أصحاب الحسين عليهالسلام وولده وولد أخيه الا ابنه على الأصغر وكان قد راهق ، وإلّا عمر ، وقد كان بلغ أربع سنين ، ولم يسلم من أصحابه الا رجلان أحدهما المرقع بن ثمامة الاسدى بعث به عمر بن سعد الى ابن زياد ، فسيره الى الربذة فلم يزل بها حتّى هلك يزيد وهرب عبيد الله إلى الشام فانصرف المرقع الى الكوفة والآخر مولى لرباب أم سكينه أخذوه بعد قتل الحسين فارادوا ضرب عنقه فقال لهم انى عبد مملوك فخلّوا سبيله (١).
٤٨ ـ قال سبط ابن الجوزى : قال هشام بن محمّد : لما رآهم الحسين مصرّين على قتله أخذ المصحف ونشره وجعله على رأسه ونادى بينى وبينكم كتاب الله وجدّى محمّد رسول الله يا قوم بم تستحلّون دمى الست ابن بنت نبيّكم ، ألم يبلغكم قول جدّى فىّ وفى أخى هذان سيّدا شباب أهل الجنّة إن لم تصدقونى ، فسألوا جابرا وزيد بن أرقم وأبا سعيد الخدرى أليس الطيّار عمّى فناداه شمر الساعة ترد الهاوية فقال الحسين الله أكبر أخبرنى جدّى رسول الله ، فقال رأيت كانّ كلبا ولغ
__________________
(١) الاخبار الطوال : ٢٥٨.