ساعة مباح ، قال فاستحيا ورجع قال وجعل الحسين يقاتل بنفسه وقد قتل ولده واخوته وبنو أخيه وبنو عمّه فلم يبق منهم أحد وحمل عليه ذرعة بن شريك ـ لعنه الله ـ فضرب كتفه اليسرى بالسيف فسقطت ـ صلوات الله عليه ـ وقتله ابو الجنوب زياد بن عبد الرحمن الجعفى ، والقثعم وصالح بن وهب اليزني ، وخولى بن يزيد كلّ قد ضربه وشرك فيه ونزل سنان بن أنس النخعي فاحتز رأسه صلوات الله عليه ويقال ان الّذي أجهز عليه شمر بن ذى الجوشن الضبابى لعنه الله (١).
٤٦ ـ قال خليفة بن خياط ، قتل الحسين بن علىّ بن أبى طالب يوم الأربعاء لعشر خلون من المحرّم يوم عاشورا سنة إحدى وستين وقتل معه جعفر بن علىّ بن أبى طالب الذي ولى قتل الحسين شمر بن ذى الجوشن وأمير الجيش عمر بن سعد ابن مالك (٢).
٤٧ ـ قال الدينورى : بقى الحسين وحده فحمل عليه مالك بن بشر الكندى ، فضربه بالسيف على رأسه وعليه برنس خز فقطعه وأفضى السيف إلى رأسه فجرحه ، فالقى الحسين البرنس ودعا بقلنسوة فلبسها ثمّ اعتم بعمامة وجلس فدعا بصبىّ له صغير فاجلسه فى حجره فرماه رجل من بنى أسد وهو فى حجر الحسين بمشقص فقتله ، وبقى الحسين عليهالسلام مليّا جالسا ولو شاءوا ان يقتلوه قتلوه غير أن كلّ قبيلة كانت تتكل على غيرها وتكره الاقدام على قتله وعطش الحسين فدعا بقدح من ماء.
فلمّا وضعه فى فيه رماه الحصين بن نمير بسهم فدخل فمه وحال بينه وبين شرب الماء فوضع القدح من يده ولمّا رأى القوم قد احجموا عنه قام يتمشى على
__________________
(١) مقاتل الطالبيين : ٩٧.
(٢) تاريخ خليفة بن خياط : ١ / ٢٨٤.