مرحبا بك يا أخى ما جاء بك قال جئنا لنشرب من هذا الماء الذي حلّاتمونا عنه ، قال اشرب قال لا والله لا أشرب منه قطرة والحسين عطشان.
فقال له عمرو لا سبيل إلى ما أردتم إنمّا وضعونا بهذا المكان لنمنعكم من الماء فلمّا دنا منه أصحابه قال للرجالة املأ واقربكم فشدت الرجالة فدخلت الشريعة فملئوا قربهم ثمّ خرجوا ونازعهم عمرو بن الحجّاج ، وأصحابه فحمل عليهم العبّاس بن على ونافع بن هلال الجملى جميعا فكشفوه ثمّ انصرفوا الى رجالهم وقالوا للرجالة انصرفوا فجاء أصحاب الحسين عليهالسلام بالقرب حتّى ادخلوها عليه (١).
٤٤ ـ عنه ، قال المدائنى أبو غسان ، عن هارون بن سعد ، عن القاسم بن الأصبغ بن نباتة ، قال رأيت رجلا من بنى أبان بن دارم اسود الوجه ، وكنت أعرفه جميلا شديد البياض ، فقلت له ما كدت أعرفك قال : انى قتلت شابا أمرد مع الحسين بين عينيه أثر السجود فما نمت ليلة منذ قتلته إلّا أتانى فيأخذ بتلابيبى حتّى يأتى جهنّم فيدفعنى فيها فأصيح فما يبقى أحد فى الحىّ إلّا سمع صياحى قال والمقتول العبّاس ابن على عليهالسلام (٢).
٤٥ ـ قال المدائنى : فحدثنى مخلد بن حمزة بن بيض وحباب بن موسى ، عن حمزة بن بيض قال حدثني هانى بن ثبيت الفائضى زمن خالد ، قال : قال كنت ممّن شهد الحسين فانى لواقف على خيول اذ خرج غلام من آل الحسين مذعورا يلتفت يمينا وشمالا فأقبل رجل منا يركض حتّى دنا منه فمال عن فرسه فضربه فقتله.
قال وحمل شمر ـ لعنه الله ـ على عسكر الحسين فجاء الى فسطاطه لينهبه فقال الحسين ويلكم ان لم يكن لكم دين فكونوا احرارا فى الدنيا فرحلى لكم عن
__________________
(١) مقاتل الطالبيين : ٧٨.
(٢) مقاتل الطالبيين : ٧٨.