٥١ ـ عنه قال هشام ، عن أبيه محمّد بن السائب ، عن القاسم بن الأصبغ بن نباتة ، قال : حدثني من شهد الحسين فى عسكره أن حسينا حين غلب على عسكره ركب المسناة يريد الفرات ، قال : فقال رجل من بنى أبان بن دارم : ويلكم حولوا بينه وبين الماء ، لا تتام إليه شيعته ، قال : وضرب فرسه ، وأتبعه الناس حتى حالوا بينه وبين الفرات ، فقال الحسين : اللهم أظمه ، قال : وينتزع الأبانى بسهم ، فأثبته فى حنك الحسين ، قال : فانتزع الحسين السهم ، ثم بسط كفيه فامتلأت دما.
ثم قال الحسين ، اللهم انى أشكو إليك ما يفعل بابن بنت نبيك ، قال : فو الله ان مكث الرجل الا يسيرا حتى صب الله عليه الظما ، فيجعل لا يروى ، قال القاسم ابن الأصبغ : لقد رأيتنى فيمن يروح عنه والماء يبرد له فيه السكر وعساس فيها اللبن ، وقلال فيها الماء ، وانه ليقول : ويلكم! اسقونى قتلنى الظما ، فيعطى القلة أو العس كان مرويا أهل البيت فيشربه ، فاذا نزعه من فيه اضطجع الهنيهة ثم يقول : ويلكم! اسقونى قتلنى الظمأ ، قال : فو الله ما لبث الا يسيرا حتى اتقد بطنه انقداد بطن البعير (١).
٥٢ ـ عنه قال أبو مخنف فى حديثه : ثم ان شمر بن ذى الجوشن أقبل فى نفر نحو من عشرة من رجالة أهل الكوفة قبل منزل الحسين الذي فيه ثقله وعياله ، فمشى نحوه ، فحالوا بينه وبين رحله ، فقال الحسين : ويلكم! ان لم يكن لكم دين ، وكنتم لا تخافون يوم المعاد ، فكونوا فى أمر دنياكم أحرارا ذوى أحساب امنعوا رحلى وأهلى من طغامكم وجهالكم ، فقال ابن ذى الجوشن : ذلك لك يا بن فاطمة ، قال : وأقدم عليه بالرجالة ، منهم أبو الجنوب ـ واسمه عبد الرحمن الجعفى ـ والقشعم بن عمرو بن
__________________
(١) تاريخ الطبرى : ٥ / ٤٤٩.