قتلتمونى لقد ألقى الله بأسكم بينكم ، وسفك دمائكم ، ثمّ لا يرضى لكم حتّى يضاعف لكم العذاب الأليم.
قال : ولقد مكث طويلا من النهار ولو شاء الناس أن يقتلوه لفعلوا ، ولكنّهم كان يتقى بعضهم ببعض ، ويحبّ هؤلاء أن يكفيهم هؤلاء ، قال : فنادى شمر فى الناس ، ويحكم ما ذا تنتظرون بالرجل! اقتلوه ثكلتكم أمّهاتكم! قال فحمل عليه من كلّ جانب ، فضربت كفّه اليسرى ضربة ، ضربها زرعة بن شريك التميمى ، وضرب على عاتقه ثمّ انصرفوا وهو ينوء ويكبو ، قال : وحمل عليه فى تلك الحال سنان بن أنس بن عمرو النخعي فطعنه بالرّمح فوقع ، ثمّ قال لخولى بن يزيد الأصبحى ، احتزّ رأسه ، فأراد أن يفعل ، فضعف فارعد ، فقال له سنان بن أنس : فتّ الله عضديك ، وأبان يديك! فنزل إليه فذبحه واحتزّ رأسه ، ثمّ دفع إلى خولى بن يزيد ، وقد ضرب قبل ذلك بالسيوف (١).
٥٧ ـ عنه قال أبو مخنف ، عن جعفر بن محمّد بن علىّ ، قال : وجد بالحسين عليهالسلام حين قتل ثلاث وثلاثون طعنة وأربع وثلاثون ضربة ، قال : وجعل سنان بن أنس لا يدنو أحد من الحسين إلّا شدّ عليه مخافة أن يغلب على رأسه ، حتّى أخذ رأس الحسين فدفعه الى خولى (٢).
٥٨ ـ الخطيب البغدادى : أخبرنا ابن رزق قال نا أبو بكر محمّد بن عمر الحافظ نا الفضل بن الحباب بالبصرة ، نا محمّد بن عبد الله الخزاعى ، قال : نا حماد بن سلمة ، عن عمّار بن أبى عمار ، عن ابن عبّاس ، قال : رأيت رسول الله صلىاللهعليهوآله فيما يرى النائم نصف النهار ، أشعث أغبر ، بيده قارورة ، فقلت ما هذه القارورة؟ قال : دم الحسين و
__________________
(١) تاريخ الطبرى : ٥ / ٤٥٢.
(٢) تاريخ الطبرى : ٥ / ٤٥٣.