الظالمين ، وأنا وأنتم نشاهدهم فى السلاسل والأغلال وأنواع العذاب فقيل له من قائمكم يا ابن رسول الله قال : السابع من ولد ابنى محمّد بن على الباقر وهو الحجّة بن الحسن بن على بن محمّد بن على بن موسى بن جعفر بن محمّد بن على ابنى وهو الّذي يغيب مدّة طويلة ثمّ يظهر ويملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا (١).
١٦ ـ عنه خرج عليهالسلام فى جوف اللّيل إلى خارج الخيام ، يتفقّد التلاع والعقبات فتبعه نافع بن هلال البجلى ، فسأله الحسين عمّا أخرجه ، قال : يا ابن رسول الله أفزعنى خروجك الى جهة معسكر هذا الطاغى ، فقال الحسين : انّى خرجت أتفقد التلاع والروابى ، مخافة أن تكون مكمنا لهجوم الخيل يوم تحملون ويحملون ثمّ رجع عليهالسلام وهو قابض على يد نافع ويقول : هى هى والله وعدا لا خلف فيه.
ثمّ قال له : ألا تسلك بين هذين الجبلين فى جوف اللّيل ، وتنجو بنفسك فوقع نافع على قدميه يقبلهما ويقول : ثكلتنى امى إن سيفى بألف وفرسى مثله ، فو الله الذي منّ بك علىّ لا فارقتك حتّى يكلأ عن فرى وجرى ، ثمّ دخل الحسين خيمة زينب ووقف نافع بازاء الخيمة ينتظره فسمع زينب تقول له : هل استعلمت من أصحابك نياتهم ، فانى أخشى أن يسلّموك عند الوثبة ، فقال لها : والله لقد بلوتهم فما وجدت فيهم إلّا الأشوس الأقعس يستأنسون بالمنية دونى استيناس الطفل الى محالب امّه.
قال نافع : فلمّا سمعت هذا منه بكيت وأتيت حبيب بن مظاهر وحكيت ما سمعت منه ، ومن اخته زينب.
قال حبيب : والله لو لا انتظار أمره لعاجلت بسيفى هذه اللّيلة ، قلت : إنّى
__________________
(١) مقتل الحسين : ٢٣٥.