ثم قال رضينا منكم رأسا برأس فلا يوم لنا ولا يوم علينا (١)
١٣ ـ عنه قال الراوى ثم ان ابن زياد جلس فى القصر للناس واذن اذنا عاما وجيء برأس الحسين عليهالسلام فوضع بين يديه وادخل نساء الحسين عليهالسلام وصبيانه إليه فجلست زينب بنت على عليهالسلام متنكرة فسأل عنها فقيل زينب بنت على عليهالسلام فأقبل إليها فقال الحمد لله الذي فضحكم وأكذب احدوثتكم.
فقالت إنما يفتضح الفاسق ويكذب الفاجر وهو غيرنا فقال ابن زياد كيف رأيت صنع الله بأخيك واهل بيتك فقالت ما رأيت إلّا جميلا هؤلاء قوم كتب الله عليهم القتل فبرزوا الى مضاجعهم وسيجمع الله بينك وبينهم فتحاج وتخاصم فانظر لمن يكون الفلج يومئذ هبلتك امك يا ابن مرجانة.
قال الراوى فغضب ابن زياد وكانه همّ بها فقال له عمرو بن حريث انها امراة والمرأة لا تؤخذ بشيء من منطقها فقال لها ابن زياد لقد شفى الله قلبى من طاغتيك الحسين والعصاة المردة من أهل بيتك فقالت لعمرى لقد قتلت كهلى وقطعت فرعى واجتثثت أصلى فان كان هذا شفاك فقد اشتفيت فقال ابن زياد هذه سجاعة ولعمرى لقد كان أبوك شاعرا سجاعا فقالت يا ابن زياد ما للمرأة والسجاعة ، ثم التفت ابن زياد الى على بن الحسين عليهماالسلام فقال من هذا فقيل على بن الحسين فقال أليس قد قتل الله على بن الحسين.
فقال على عليهالسلام قد كان لى أخ يقال له علىّ بن الحسين قتله الناس ، فقال بل الله قتله فقال على (اللهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِها وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنامِها) فقال ابن زياد ألك جرأة على جوابى اذهبوا به فاضربوا عنقه فسمعت به عمته زينب فقالت يا ابن زياد انك لم تبق منّا أحدا فان كنت عزمت على قتله فاقتلنى معه ،
__________________
(١) اللهوف : ٦٦.