فقال على عليهالسلام لعمته اسكتى يا عمة حتى اكلمه ثم أقبل عليهالسلام فقال أبا القتل تهدّدنى يا ابن زياد ما علمت ان القتل لنا عادة وكرامتنا الشهادة.
ثم أمر ابن زياد بعلى بن الحسين عليهالسلام وأهله فحملوا الى دار جنب المسجد الأعظم فقالت زينب بنت على عليهالسلام لا يدخلنّ عربية إلّا أم ولد أو مملوكة فانهن سبين كما سبينا ثم أمر ابن زياد برأس الحسين عليهالسلام فطيف به فى سكك الكوفة ويحقّ لى ان أتمثل هنا بابيات لبعض ذوى العقول يرثى بها قتيلا من آل الرسول :
رأس ابن بنت محمّد ووصيه |
|
للناظرين على قناة يرفع |
والمسلمون بمنظر وبمسمع |
|
لا منكر منهم ولا متفجع |
كحلت بمنظرك العيون عماية |
|
وأصمّ رزءك كل اذن تسمع |
أيقظت أجفانا وكنت لها كرى |
|
وانمت عينا لم تكن بك تهجع |
ما روضة إلّا تمنت أنها |
|
لك حفرة ولخط قبرك مضجع(١) |
١٤ ـ قال الفتال : ارسل ابن زياد لعنه الله الى أمّ كلثوم بنت الحسين صلوات الله عليه فقال : الحمد لله الذي قتل رجالكم فكيف ترين ما فعل لله بكم فقالت عليهاالسلام يا ابن زياد لئن قرّت عينك بقتل الحسين عليهالسلام فطالما قرّت عين جدّه صلىاللهعليهوآله به وكان يقبّله ويلثم شفتيه ويضعه على عاتقه يا ابن زياد أعدّ لجده جوابا فانّه خصمك غدا (٢).
قال حاجب عبيد الله بن زياد لعنهم الله لما جئ برأس الحسين عليهالسلام امر فوضع بين يديه فى طشت من ذهب وجعل يضرب بقضيب فى يده على ثناياه ، ويقول لقد أسرع الشيب إليك يا أبا عبد الله فقال رجل من القوم مه فانّى رأيت رسول الله صلىاللهعليهوآله يلثم حيث تضع قضيبك فقال يوم بيوم بدر ثم أمر بعلىّ بن الحسين عليهالسلام فغلّ وحمل مع السّبايا والنّسوة الى السّجن وكنت معهم فما مررنا بزقاق الّا
__________________
(١) اللهوف : ٦٩.
(٢) روضة الواعظين : ١٦٣.