وجدناه ملأن رجالا ونساء يضربون وجوههم ويبكون فحبسوا فى سجن وضيّق عليهم.
ثم انّ ابن زياد لعنه الله دعا بعلىّ بن الحسين عليهماالسلام والنّسوة وأحضر رأس الحسين صلوات الله عليه وكانت زينب ابنة علىّ فيهم فقال ابن زياد لعنه الله : الحمد لله الذي فضحكم وقتلكم وأكذب أحاديثكم فقالت زينب عليهاالسلام : الحمد لله الّذي اكرمنا بمحمّد وطهّرنا تطهيرا انما يفضح الله الفاسق ويكذب الفاجر قال : كيف رأيت صنع الله بكم أهل البيت قال : كتب عليهم القتل فبرزوا الى مضاجعهم وسيجمع الله بينك وبينهم ، فيتحاكمون عنده فغضب ابن زياد لعنه الله وهمّ بها فسكّن منه عمرو بن حريث.
فقالت زينب يا ابن زياد وحسبك ما ارتكبت منّا فلقد قتلت رجالنا وقطعت أملنا وأبحت حريمنا وسبيت نساءنا وذرارينا فان كان ذلك للاشتفاء فقد اشتفيت ، فأمر ابن زياد بردّهم الى السّجن وبعث البشاير الى النّواحى بقتل الحسين (١).
١٥ ـ قال الدينورى : أمر عمر بن سعد بحمل نساء الحسين وأخواته وبناته وجواريه وحشمه فى المحامل المستورة على الإبل. وكانت بين وفاة رسول الله صلىاللهعليهوآله وبين قتل الحسين خمسون عاما.
قالوا : ولما أدخل رأس الحسين عليهالسلام على ابن زياد فوضع بين يديه جعل ابن زياد ينكت بالخيزرانة ثنايا الحسين ، وعنده زيد بن أرقم ، صاحب رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فقال له : مه ، ارفع قضيبك عن هذه الثنايا ، فلقد رأيت رسول الله صلىاللهعليهوآله يلثمها ، ثم خنقته العبرة ، فبكى. فقال له ابن زياد : ممّ تبكى؟ أبكى الله عينيك ، والله لو لا أنك شيخ قد خرفت لضربت عنقك.
__________________
(١) روضة الواعظين : ١٦٣