قائمة الکتاب
باب ما جرى لأهل بيته عليهالسلام فى دمشق
٢٥٠
إعدادات
مسند الإمام الشهيد أبي عبدالله الحسين بن علي عليهما السلام [ ج ٢ ]
مسند الإمام الشهيد أبي عبدالله الحسين بن علي عليهما السلام [ ج ٢ ]
تحمیل
الْأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَها ، إِنَّ ذلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرٌ. لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلى ما فاتَكُمْ ، وَلا تَفْرَحُوا بِما آتاكُمْ ، وَاللهُ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتالٍ فَخُورٍ) قال : فغضب يزيد ، وجعل يعبث بلحيته ، وقال : (وَما أَصابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ ، وَيَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ) يا أهل الشام ما ترون فى هؤلاء؟
فقال رجل من أهل الشام لا تتخذن من كلب سوء جروا ، فقال النعمان بن بشير : يا أمير المؤمنين! اصنع بهم ما كان يصنع بهم رسول الله صلىاللهعليهوآله لو رآهم بهذه الحال ، فقالت فاطمة بنت الحسين : يا يزيد بنات رسول الله صلىاللهعليهوآله قال : فبكى يزيد حتى كادت نفسه تفيض ، وبكى أهل الشام حتى علت أصواتهم ، ثم قال : خلّوا عنهم ، واذهبوا بهم إلى الحمام ، اغسلوهم ، واضربوا عليهم القباب ، ففعلوا ، وأمال عليهم المطبخ وكساهم ، وأخرج لهم الجوائز الكثيرة من الأموال والكسوة ثم قال : لو كان بينهم وبين عاضّ بظر أمه نسب ما قتلهم ، ارجعوا بهم إلى المدينة. قال : فبعث بهم من صار بهم إلى المدينة(١).
٢٥ ـ روى ابن عبد ربه ، عن روح بن زنباع ، عن أبيه عن الغاز بن ربيعة الجرشى ، قال : إنى لعند يزيد بن معاوية إذا أقبل زحر بن قيس الجعفى حتى وقف بين يدى يزيد ، فقال : ما وراءك يا زحر! فقال : أبشرك يا أمير المؤمنين بفتح الله ونصره ، قدم علينا الحسين فى سبعة عشر رجلا من أهل بيته وستّين رجلا من شيعته ، فبرزنا إليهم وسألناهم أن يستسلموا وينزلوا على حكم الأمير أو القتال ، فأبوا إلا القتال ، فغدونا عليهم مع شروق الشمس ، فأحطنا بهم من كل ناحية ، حتى أخذت السيوف مأخذها من هام الرجال.
فجعلوا يلوذون منّا بالآكام والحفر ، كما يلوذ الحمام من الصّقر ، فلم يكن إلا نحر جزور أو نوم نائم حتى أتينا على آخرهم ، فهاتيك أجسامهم مجزرة ، وهامهم
__________________
(١) الامامة والسياسة : ٢ / ٦.