فأحطنا بهم من كلّ ناحية ، حتى إذا أخذت السيوف مأخذها من هام القوم ، يهربون إلى غير وزر ، ويلوذون منا بالآكام والحفر ، لو اذا كما لا ذا الحمائم من صقر ، فو الله يا أمير المؤمنين ما كان إلا جزر جزور أو نومة قائل حتى أتينا على آخرهم ، فهاتيك أجسادهم مجرّدة ، وثيابهم مرمّلة ، وخدودهم معفّرة ، تصهرهم الشمس ، وتسفى عليهم الريح ، زوّارهم العقبان والرّخم بقىّ سبسب قال : فدمعت عين يزيد ، وقال : قد كنت أرضى من طاعتكم بدون قتل الحسين! ولم يصله بشيء (١).
٣٢ ـ عنه قال : ثمّ إنّ عبيد الله أمر بنساء الحسين وصبيانه فجهّزن ، وأمر بعلىّ ابن الحسين فغلّ بغلّ إلى عنقه ، ثم سرّح بهم مع محفّز بن ثعلبة العائذىّ ، عائذة قريش ومع شمر بن ذى الجوشن ، فانطلقا بهم حتى قدموا على يزيد ، فلم يكن علىّ ابن الحسين يكلم أحدا منهما فى الطريق كلمة حتى بلغوا ، فلمّا انتهوا إلى باب يزيد رفع محفّز بن ثعلبة صوته ، فقال هذا محفّز بن ثعلبة أتى أمير المؤمنين باللئام الفجرة ، قال : فأجابه يزيد بن معاوية : ما ولدت أم محفّز شرّ والأم (٢).
٣٣ ـ عنه قال أبو مخنف : حدّثنى الصقعب بن زهير ، عن القاسم بن عبد الرحمن مولى يزيد بن معاوية ، قال : لما وضعت الرءوس بين يدى يزيد رأس الحسين وأهل بيته وأصحابه ـ قال يزيد :
يفلّقن هاما من رجال أعزّة |
|
علينا وهم كانوا أعقّ وأظلما |
أما والله يا حسين ، لو أنا صاحبك ما قتلتك (٣).
٣٤ ـ عنه قال أبو مخنف : حدّثنى أبو جعفر العبسىّ ، عن أبى عمارة العبسىّ ، قال فقال يحيى بن الحكم أخو مروان بن الحكم.
__________________
(١) تاريخ الطبرى : ٥ / ٤٥٩.
(٢) تاريخ الطبرى : ٥ / ٤٦٠.
(٣) تاريخ الطبرى : ٥ / ٤٦٠.