لهام بجنب الطّفّ أدنى قرابة |
|
من ابن زياد العبد ذى الحسب الوغل |
سميّة أمسى نسلها عدد الحصى |
|
وبنت رسول الله ليس لها نسل |
قال : فضرب يزيد بن معاوية فى صدر يحيى بن الحكم وقال : اسكت ، قال ولمّا جلس يزيد بن معاوية دعا أشراف أهل الشام فأجلسهم حوله ، ثم دعا بعلىّ بن الحسين وصبيان الحسين ونسائه ، فأدخلوا عليه والناس ينظرون ، فقال يزيد لعلىّ : يا علىّ ، أبوك الذي قطع رحمى ، وجهل حقى ، ونازعنى سلطانى ، فصنع الله به ما قد رأيت! قال : فقال علىّ : (ما أَصابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَها).
فقال يزيد لابنه خالد : اردد عليه ، قال : فما درى خالد ما يردّ عليه ، فقال له يزيد: قل : (وَما أَصابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ) ثمّ سكت عنه ، قال : ثمّ دعا بالنساء والصبيان فأجلسوا بين يديه ، فرأى هيئة قبيحة ، فقال : قبح الله ابن مرجانة! لو كانت بينه وبينكم رحم أو قرابة ما فعل هذا بكم ، ولا بعث بكم هكذا(١).
٣٥ ـ عنه قال أبو مخنف ، عن الحارث بن كعب ، عن فاطمة بنت علىّ ، قالت : لما أجلسنا بين يدى يزيد بن معاوية رقّ لنا ، وأمر لنا بشيء ، وألطفنا ، قالت : ثمّ إنّ رجلا من أهل الشام أحمر قام إلى يزيد فقال : يا أمير المؤمنين ، هب لى هذه ـ يعنينى ، وكنت جارية وضيئة ـ فأرعدت وفرقت ، وظننت أنّ ذلك جائز لهم ، وأخذت بثياب أختى قالت: وكانت أختى أكبر منّى وأعقل ، وكانت تعلم أنّ ذلك لا يكون ، فقالت : كذبت والله ولؤمت ما ذلك لك وله.
__________________
(١) تاريخ الطبرى : ٥ / ٤٦١.