قالوا : أنبأنا أبو على بن شاذان ، أنبأنا أبو بكر محمّد بن الحسن بن مقسم ، حدّثنى أبو العباس أحمد بن يحيى ثعلب ، حدثني عمر بن شبّة ، حدثني عبيد بن حماد ، أخبرنى عطاء بن مسلم ، قال : قال السدّى أتيت كربلاء ، أبيع بها البزّ ، فعمل لنا شيخ من طى طعاما فتعشينا عنده فذكرنا قتل الحسين عليهالسلام.
فقلت : ما شرك فى قتله أحد إلّا مات بأسوإ ميتة ، فقال : ما أكذبكم يا أهل العراق فأنا فى من شرك فى ذلك ، فلم يبرح حتّى دنا من المصابيح وهو يتقد بنفط ، فذهب يخرج الفتيلة بإصبعه ، فأخذت النار فيها ، فذهب يطفيها بريقه ، فأخذت النار فى لحيته ، فعدا فألقى نفسه فى الماء فرأيته كانه حممة (١).
٨٨ ـ عنه أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة السلمى ، أنبأنا أبو الحسن أحمد ابن عبد الواحد بن أبى الحديد السلمى ، أنبأنا جدّى أبو بكر محمّد بن أحمد بن عثمان العدل ، أنبأنا خيثمة بن سليمان بن حيدرة القرشى ، أنبأنا أحمد بن العلاء أخو هلال بالرقة ، أنبأنا عبيد بن حناد ، أنبأنا عطاء بن مسلم ، عن ابن السدّى ، عن أبيه ، قال : كنا غلمة نبيع البز. فى رستاق كربلا ، قال : فنزلنا برجل من طىّ قال : فقرّب إلينا العشاء.
قال : فتذاكرنا قتلة الحسين ، قال : فقلنا : ما بقى أحد ممن شهد كربلا من قتلة الحسين عليهالسلام الّا وقد أماته الله ميتة سوء ، وبقتلة سوء ، قال : فقال : ما أكذبكم يا أهل الكوفة تزعمون أنه ما بقى أحد ممن شهد قتلة الحسين الّا وقد أماته الله ميتة سوء أو قتلة سوء ، وإنى لمن شهد قتلة الحسين وما بها أكثر مالا منّى ، قال : فنزعنا أيدينا عن الطعام.
قال : وكان السراج يوقد ، قال : فذهب ليطفئ السراج قال : فذهب ليخرج الفتيلة بإصبعه قال : فأخذت النار بإصبعه ، قال : ومدّها الى فيه ، فأخذت بلحيته
__________________
(١) ترجمة الامام الحسين : ٢٥٣.