ألفا وسبعين ألفا من المعتدين ، وإنّ قاتل الحسين فى تابوت من نار ، ويكون عليه نصف عذاب أهل الدنيا ، وقد شدّت يداه ورجلاه بسلاسل من نار ، وهو منكّس على أمّ رأسه فى قعر جهنّم ، وله ريح يتعوّذ أهل النار من شدة نتنها وهو فيها خالد ذائق العذاب الأليم لا يفترّ عنه ويسقى من حميم جهنم (١).
٣٥ ـ قال سبط ابن الجوزى : حكى الواقدى عن ابن الرماح ، قال : كان بالكوفة شيخ أعمى قد شهد قتل الحسين ، فسألناه يوما عن ذهاب بصره فقال كنت فى القوم وكنا عشرة غير أنى لم أضرب بسيف ولم أطعن برمح ولا رميت بسهم ، فلما قتل الحسين وحمل رأسه رجعت الى منزلى ، وأنا صحيح وعيناى كأنهما كوكبان فنمت تلك الليلة فاتانى آت فى المنام وقال أجب رسول الله ، قلت ما لي ولرسول الله فاخذ بيدى وانتهرنى ولزم تلبابى وانطلق بى الى مكان فيه جماعة ورسول الله صلىاللهعليهوآله جالس وهو مغتم متحير حاسر عن ذراعيه وبيده سيف وبين يديه نطع اذا أصحابى العشرة مذبحين بين يديه.
فسلمت عليه فقال لا سلم الله عليك ولا حياك يا عدو الله الملعون أما استحييت منى تهتك حرمتى وتقتل عترتى ولم ترع حقى؟ قلت يا رسول الله ما قاتلت ، قال : نعم ولكنك كثرت السواد واذا بطست عن يمينه فيه دم الحسين فقال اقعد فجثوت بين يديه فأخذ مرودا وأحماه ثم كحل به عينى فأصبحت أعمى كما ترون (٢).
٣٦ ـ عنه قال : حكى هشام بن محمّد ، عن القاسم بن الأصبغ المجاشعى قال : لما أتى بالرءوس الى الكوفة اذا بفارس أحسن الناس وجها قد علق فى لبب فرسه رأس غلام أمرد كأنه القمر ليلة تمامه والفرس يمرح فاذا طأطأ رأسه لحق الرأس بالأرض ، فقلت له رأس من هذا؟ فقال هذا رأس العباس بن على ، قلت ومن أنت؟ قال
__________________
(١) بحار الأنوار : ٤٥ / ٣١٤.
(٢) تذكرة الخواص : ٢٨١.