عذاب يستغيث منه أهل النار ، لا تنالهم رحمتى ، ولا شفاعة جدّه ، ولو لم تكن كرامة له لخسفت بهم الأرض ، قال موسى : برئت إليك اللهمّ منهم وممّن رضى لفعالهم ، فقال سبحانه : يا موسى كتبت رحمة لتابعيه من عبادى ، واعلم أنّه من بكا عليه أو أبكى أو تباكى حرّمت جسده على النار (١).
٣٣ ـ عنه ، روى أنّ رجلا بلا أيد ولا أرجل وهو أعمى ، يقول : ربّ نجّنى من النار فقيل له : لم تبق لك عقوبة ، ومع ذلك تسأل النجاة من النّار؟ قال : كنت فيمن قتل الحسين عليهالسلام بكربلاء فلمّا قتل رأيت عليه سراويلا وتكّة حسنة بعد ما سلبه النّاس فأردت أن أنزع منه التكّة ، فرفع يده اليمنى ووضعها على التكّة ، فلم أقدر على دفعها فقطعت يمينه ثمّ هممت أن آخذ التكّة فرفع شماله فوضعها على تكّة فقطعت يساره ، ثمّ هممت بنزع التكّة من السراويل ، فسمعت زلزلة فخفت وتركته فألقى الله علىّ النّوم.
فنمت بين القتلى فرأيت كأنّ محمّدا صلىاللهعليهوآله أقبل ومعه علىّ وفاطمة فأخذوا رأس الحسين فقبّلته فاطمة ، ثمّ قالت : يا ولدى قتلوك قتلهم الله من فعل هذا بك؟ فكان يقول : قتلنى شمر. وقطع يداى هذا النائم ـ وأشار إلىّ فقالت فاطمة لى : قطع الله يديك ورجليك ، وأعمى بصرك ، وأدخلك النار ، فانتبهت وأنا لا أبصر شيئا وسقطت منّى يداى ورجلاى ، ولم يبق من دعائها الّا النّار (٢).
٣٤ ـ عنه ، روى فى بعض مؤلّفات أصحابنا مرسلا ، عن بعض الصحابة قال : رأيت النبيّ صلىاللهعليهوآله يمصّ لعاب الحسين كما يمصّ الرجل السكرة ، وهو يقول : حسين منّى وأنا من حسين أحبّ الله من أحبّ حسينا ، وأبغض الله من أبغض حسينا ، حسين سبط من الأسباط ، لعن الله قاتله ، فنزل جبرئيل عليهالسلام وقال : يا محمّد إنّ الله قتل بيحيى بن زكريّا سبعين ألفا من المنافقين ، وسيقتل بابن ابنتك الحسين سبعين
__________________
(١) بحار الأنوار : ٤٤ / ٣٠٨.
(٢) بحار الأنوار : ٤٥ / ٣١١.