٣١ ـ قال المجلسى : روى الديلمىّ فى فردوس الأخبار ، عن أمير المؤمنين عليهالسلام أنّ موسى بن عمران سأل ربّه عزوجل فقال : يا ربّ إنّ أخى هارون مات فاغفر له فأوحى الله أن : يا موسى لو سألتنى فى الأوّلين والآخرين لأجبتك ما خلا قاتل الحسين بن علىّ بن أبى طالب فانّى أنتقم له منه (١).
٣٢ ـ عنه ، قال : وحكى أنّ موسى بن عمران رآه إسرائيلىّ مستعجلا وقد كسته الصفرة واعترى بدنه الضعف ، وحكم بفرائصه الرّجف ، وقد اقشعرّ جسمه ، وغارت عيناه ونحف ، لأنّه كان إذا دعاه ربّه للمناجاة يصير عليه ذلك من خيفة الله تعالى ، فعرفه الإسرائيلىّ وهو ممّن آمن به ، فقال له : يا نبىّ الله أذنبت ذنبا عظيما فأسأل ربّك أن يعفو عنّى فأنعم ، وسار.
فلمّا ناجى ربّه قال له : يا ربّ العالمين أسألك وأنت العالم قبل نطقى به فقال تعالى: موسى ما تسألنى أعطيتك ، وما تريد أبلّغك ، قال : ربّ إنّ فلانا عبدك الإسرائيلى أذنب ذنبا ويسألك العفو ، قال : يا موسى أعفو عمّن استغفرنى الّا قاتل الحسين.
قال : يا موسى : يا ربّ ومن الحسين؟ قال له : الذي مرّ ذكره عليك بجانب الطور ، قال : بلى ربّ ومن يقتله؟ قال يقتله أمّة جدّه الباغية الطاغية فى أرض كربلا وتنفر فرسه وتحمحم وتصهّل ، وتقول فى صهيلها ، الظليمة الظليمة من أمّة قتلت ابن بنت نبيّها فيبقى ملقى على الرّمال من غير غسل ولا كفن ، وينهب رحله ويسبى نساؤه فى البلدان ، ويقتل ناصره ، وتشهر رءوسهم مع رأسه على أطراف الرّماح يا موسى صغيرهم يميته العطش ، وكبيرهم جلده منكمش ، يستغيثون ولا ناصر ويستجيرون ولا خافر.
قال : فبكى موسى عليهالسلام وقال : يا ربّ وما لقاتليه من العذاب؟ قال : يا موسى
__________________
(١) بحار الأنوار : ٤٣ / ٣١٥.