أمى بزيعا قال : كنّا نمر ونحن غلمان زمن خالد على رجل فى الطريق جالس أبيض الجسد أسود الوجه ، وكان الناس يقولون خرج على الحسين عليهالسلام (١).
٢٩ ـ قال : ابن طاوس : روى ابن رباح قال رأيت رجلا مكفوفا قد شهد قتل الحسين عليهالسلام فسئل عن ذهاب بصره فقال : كنت شهدت قتله عاشر عشرة غير أنّى لم أضرب ولم أرم ، فلمّا قتل رجعت إلى منزلى وصلّيت العشاء الأخيرة ونمت فأتانى آت فى منامى فقال أجب رسول الله صلىاللهعليهوآله فانه يدعوك فقلت ما لي وله فأخذ بتلابيبى وجرّنى إليه فاذا النبيّ صلىاللهعليهوآله جالس فى صحراء ، حاسر عن ذراعيه أخذ بحربة وملك قائم بين يديه وفى يده سيف من نار.
فقتل أصحابى التسعة فكلما ضرب ضربة التهب أنفسهم نارا فدنوت منه وجثوت بين يديه وقلت : السلام عليك يا رسول الله فلم يرد علىّ ومكث طويلا ثمّ رفع رأسه وقال يا عدوّ الله انتهكت حرمتى وقتلت عترتى ، ولم ترع حقّى وفعلت ما فعلت فقلت والله يا رسول الله ما ضربت بسيف ولا طعنت برمح ، ولا رميت بسهم ، قال صدقت ولكنّك كثرت السواد ادن منّى فدنوت منه فاذا طست مملؤ دما فقال لى هذا دم ولدى الحسين عليهالسلام فكحلنى من ذلك الدم فانتبهت حتّى الساعة لا أبصر شيئا (٢).
٣٠ ـ عنه ، قال : رأيت فى المجلّد الثلاثين من تذييل شيخ المحدّثين ببغداد محمّد ابن النجّار فى ترجمة فاطمة بنت أبى العبّاس الأزدى باسناده ، عن طلحة قال سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول : إنّ موسى بن عمران سئل ربّه قال : يا ربّ إنّ أخى هارون مات فاغفر له فأوحى الله إليه يا موسى بن عمران لو سألتنى فى الأوّلين والآخرين لأجبتك ما خلا قاتل الحسين بن على بن أبى طالب صلوات الله وسلامه عليهما (٣)
__________________
(١) أمالى الطوسى : ٢ / ٣٣٧.
(٢) اللهوف : ٥٩.
(٣) اللهوف : ٦١.