اللّيل اشعلنا وكنّا نشعل بالنفط ثمّ جلسنا نتذاكر أمر الحسين مصيبته وقتله ومن تولّاه.
فقلنا ما بقى أحد من قتلة الحسين إلّا رماه الله ببليّة فى بدنه فقال ذلك الرجل فانا كنت فيمن قتله والله ما أصابنى سوء وإنّكم يا قوم تكذبون قال : فأمسكنا عنه وقلّ ضوء النفط فقام ذلك الرجل ليصلح الفتيلة باصبعه أخذت النار كفه فخرج نارا حتّى ألقى نفسه فى الفرات يتغوث به فو الله لقد رأيناه يدخل نفسه فى الماء والنار على وجه الماء فاذا خرج رأسه سرت النار إليه فيغوصه الى الماء ، ثمّ يخرجه فتعود إليه فلم يزل دأبه ذلك حتّى هلك(١).
٢٧ ـ أبو جعفر الطوسى باسناده ، عن أحمد بن محمّد بن سعيد ، عن الحسين بن على بن عفان ، عن الحسين بن عطية ، قال : حدّثنا ناصح ، عن أبى عبد الله عن مرية جارية لهم قالت : كان عندنا رجل خرج على الحسين عليهالسلام ثمّ جاء بجمل وزعفران ، قالت : فلمّا دقّوا الزعفران صار نارا ، قالت : فجعلت المرأة تأخذ منه الشيء فتلطخه على يديها فيصير منه برص ، قالت : ونحروا البعير قالت فكلّما جزّوا بالسكّين صار مكانها نارا ، قالت : فجعلوا يسلخونه فيصير مكانه نارا ، قالت : فقطعوه فخرج منه النار.
قالت : فطبخوه فكلّما أوقدوا النار فارت القدر نارا ، قالت : فجعلوه فى الجفنة فصار نارا ، قالت : وكنت صبية يومئذ فأخذت عظما منه فطينت عليه فسقط وأنا يومئذ امرأة فأخذناه نصنع منه اللعب. قالت : فلمّا جزرناه بالسكين خرج مكانه نارا فعرفنا انّه ذلك العظم قذفناه (٢).
٢٨ ـ عنه ، باسناده ، أخبرنا ابن الصلت قال : أخبرنا أحمد بن محمّد بن سعيد قال: حدّثنا حسن بن على بن عفان ، عن الحسن بن عطية ، قال : سمعت جدّى أبا
__________________
(١) بشارة المصطفى : ٣٤٠.
(٢) أمالى الطوسى : ٢ / ٣٣٦.