كانوا يسمون التوابين فلم يزالوا سائرين الى عين وردة وهى بالخابور قريبة من أعمال قرقيسيا فالتقاهم عبيد الله بن زياد هناك فى جيوش أهل الشام جهزهم معه مروان بن الحكم فاقتتلوا أياما وكانوا فى أربعة آلاف وابن زياد فى ثلاثين ألفا ثمّ التقوا يوما فكانت لسليمان فى أوّل النهار ثمّ عادت عليه فى آخره وقيل لم يكن ابن زياد حاضرا بل كان مقدم الجيش الحصين بن نمير ، ثمّ قتل سليمان وافترقوا وكانت الوقعة فى رجب ومات مروان بن الحكم فى رمضان (١).
٣٩ ـ عنه ، ذكر ابن جرير أن ابن زياد لما فرغ من التوابين جاءه نعى مروان بالطاعون فسار حتّى نزل الجزيرة ، وقيل انّ الواقعة كانت بالشام بعين وردة من عمل بعلبك ، والأوّل أصحّ ذكره ابن سعد وغيره ، ثمّ عاد من بقى من التوّابين إلى العراق فوثب المختار ابن أبى عبيدة وجاءه الامداد من البصرة والمدائن والأمصار وقام معه إبراهيم بن الأشتر النخعي وخرج والشيعة معه ينادون يا لثارات الحسين (٢).
٤٠ ـ عنه ، قال ابن سعد : سليمان بن صرد من الطبقة الثالثة من المهاجرين ، وكنيته أبو المطرف صحب رسول الله صلىاللهعليهوآله وكان اسمه يسار فسمّاه رسول الله صلىاللهعليهوآله سليمان ، وكان له سنّ عالية وشرف فى قومه فلمّا قبض رسول الله صلىاللهعليهوآله تحوّل فنزل الكوفة وشهد مع علىّ عليهالسلام الجمل وصفّين ، وكان فى الّذين كتبوا إلى الحسين أن يقدم الكوفة غير انّه لم يقاتل معه خوفا من ابن زياد ، ثمّ قدم بعد قتل الحسين فجمع الناس فالتقوا بعين وردة وهى من أعمال قرقيسيا وعلى أهل الشام الحصين بن نمير ، فاقتتلوا.
فترجل سليمان فرماه الحصين بن نمير يسهم فقتله فوقع وقال فزت وربّ الكعبة وقتل معه المسيّب بن نجبة فقطع رأسيهما وبعث بهما الى مروان ابن الحكم ، و
__________________
(١) تذكرة الخواص : ٢٨٢.
(٢) تذكرة الخواص : ٢٨٤.