قال : وكان سنّ سليمان يوم قتل ثلاث وتسعون سنة ولما دخلت سنة ستّ وستّين أعلن المختار بالطلب بثأر الحسين وكان ابن زياد بالجزيرة ثمّ نفى المختار عبد الله بن مطيع والى ابن الزبير على الكوفة إلى مكّة وملك القصر ، ثمّ أخذ المختار من شهد قتل الحسين بأقبح القتلات وأشنعها فلم يبق من الستة آلاف الّذين قتلوه مع عمر ابن سعد وملكوا الشرائع أحدا.
بعث الى خولى بن يزيد الأصبحى الذي حمل رأس الحسين إلى ابن زياد فأحاطوا بداره فاختبا فى المخرج فقالوا لامرأته أين هو؟ فقالت فى المخرج فأخرجوه فمثلوا به وحرّقوه ، وقال المختار لأقتلنّ رجلا يرضى بقتله أهل السموات والأرض وقد كان أعطى عمر ابن سعد أمانا ان لا يخرج من الكوفة فاتى رجل إلى عمر وقال له : قد قال المختار كذا وكذا والله ما يريد سواك فأرسل إليه عمر ولده حفصا وقال للمختار يقول لك أبى أتفي لنا بالّذى وعدتنا أو بالذى كان بيننا وبينك؟ فقال لحفص اجلس.
ثمّ سار المختار رجلين فغابا ثمّ عادا وبيد أحدهما رأس عمر بن سعد فقال ولده حفص أقتلتم أبا حفص ، فقال المختار أنت تطمع الحياة بعده لا خير لك فيها فضرب عنقه ، وقال المختار عمر بالحسين وحفص بعلىّ بن الحسين ولا سواء ، ثمّ قال : والله لو قتلت به ثلاثة أرباع قريش ما وفوا ولا بأنملة من أنامله ، ثمّ قتل شمر أقبح قتلة ، وقيل ذبح شمر كما ذبح الحسين ، وكان شمر أبرص وأوطأ الخيل صدره وظهره ، قال ابن سعد : قدم أبو شمر الضبابى الكلابى وكنية أبو شمر ، ويقال أبو النابغة ويقال له ذو الجوشن ، قدم على رسول الله صلىاللهعليهوآله.
فقال له أسلم ، فلم يفعل ، فقال له رسول الله صلىاللهعليهوآله ما يمنعك أن تكون فى أوّل هذا الأمر؟ فقال رأيت قومك كذبوك وأخرجوك وقاتلوك فان ظهرت عليهم تبعتك وان لم تظهر عليهم لم أتبعك ، فقال له رسول الله صلىاللهعليهوآله سترى ظهورى