يؤتى بأصحاب عمر بن سعد ، فيأخذ الريشة فيخطّ بها بين أعينهم فأتى بى فقلت : يا رسول الله والله ما ضربت بسيف ولا طعنت برمح ولا رميت بسهم. قال : أفلم تكثّر عدوّنا! وأدخل اصبعه فى الدم ـ السبابة والوسطى ـ وأهوى بهما الى عينى فأصبحت وقد ذهب بصرى (١).
٤٨ ـ عنه ، أخبرنا أبو محمّد الأكفانى شفاها ، أنبأنا عبد العزيز بن أحمد ، أنبأنا أسد ابن القاسم الحلبي قال : رأى جدّى صالح بن الشحام ـ رحمهالله ـ بحلب وكان صالحا ديّنا ـ فى النوم كلبا أسود وهو يلهث عطشا ولسانه قد خرج على صدره قال فقلت : هذا كلب عطشان دعنى اسقه ماء أدخل فيه الجنّة ، وهممت لأفعل ذلك فاذا بهاتف يهتف من ورائه وهو يقول : يا صالح لا تسقه هذا قاتل الحسين بن على أعذّبه بالعطش الى يوم القيامة (٢).
٤٩ ـ قال ابن أبى الحديد عند ذكر اعمال يزيد بن معاوية : ثمّ أغلظ ما انتهك ، وأعظم ما اجترم ، سفكه دم الحسين بن علىّ عليهالسلام ، مع موقعه من رسول الله صلىاللهعليهوآله ومكانه ومنزلته من الدّين والفضل والشهادة له ولأخيه بسيادة شباب أهل الجنّة ، اجتراء على الله ، وكفرا بدينه ، وعداوة لرسوله ، ومجاهدة لعترته ، واستهانة لحرمته ، كأنّما يقتل منه ومن أهل بيته قوما من كفرة التّرك والديلم ، ولا يخاف من الله نقمة ، ولا يراقب منه سطوة ، فتبر الله عمره وأخبث أصله وفرعه ، وسلبه ما تحت يده ، وأعدّ له من عذابه وعقوبته ، ما استحقّه من الله بمعصيته (٣)
__________________
(١) ترجمة الامام الحسين : ٢٩٩.
(٢) ترجمة الامام الحسين : ٣٠٠.
(٣) شرح النهج : ١٥ / ١٧٨.