عقله ، فكان يأكل ويحدث فى مكانه (١).
٤٦ ـ عنه أخبرنا أبو غالب أحمد وأبو عبد الله يحيى ، ابنا البناء فى كتابيهما ، أنبأنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن سياوش الكازرونى ، أنبأنا أبو أحمد عبيد الله بن محمّد بن محمّد ابن أبى مسلم الفرضى المقرى قال : قرىء على أبى بكر محمّد بن القاسم بن يسار الأنبارى النحوى وأنا حاضر ، أنبأنا أبو بكر موسى بن إسحاق الأنصاري أنبأنا هارون بن حاتم أبو بشر ، أنبأنا عبد الرحمن بن أبى حماد ، أنبأنا الفضل بن الزبير ، قال : كنت جالسا عند شخص فأقبل رجل فجلس إليه ورائحته رائحة القطران فقال له : يا هنا أتبيع القطران؟ قال : ما بعته قط.
قال : فما هذه الرائحة؟ قال : كنت ممن شهد عسكر عمر بن سعد ، وكنت أبيعهم أوتاد الحديد ، فلمّا جنّ على اللّيل رقدت فرأيت فى نومى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ومعه علىّ وعلى يسقى القتلى من أصحاب الحسين ، فقلت له : اسقنى فأبى ، فقلت : يا رسول الله مره يسقينى. فقال : ألست ممّن عاون علينا؟ فقلت : يا رسول الله والله ما ضربت بسيف ولا طعنت برمح ولا رميت بسهم ، ولكنّى كنت أبيعهم أوتاد الحديد ، فقال : يا علىّ اسقه فناولنى قعبا مملوءا قطرانا فشربت منه قطرانا ، ولم أزل أبول القطران ، أيّاما ثمّ انقطع ذلك البول منّى وبقيت الرائحة فى جسمى ، فقال له السرىّ : يا عبد الله كل من برّ العراق واشرب من ماء الفرات فما أراك تعاين محمّدا أبدا (٢).
٤٧ ـ عنه ، قال هارون بن حاتم : وأنبأنا عبد الرحمن بن أبى حمّاد ، عن ثابت ابن إسماعيل عن أبى النضر الجرمى قال : رأيت رجلا سمج العمى فسألته عن سبب ذهاب بصره فقال : كنت ممّن حضر عسكر عمر بن سعد ، فلمّا جاء اللّيل رقدت فرأيت رسول الله صلىاللهعليهوآله فى المنام وبين يديه طست فيها دم وريشة فى الدم ، وهو
__________________
(١) ترجمة الامام الحسين : ٢٥٠.
(٢) ترجمة الامام الحسين : ٢٩٨.