الحسين بن صفوان ، أنبأنا عبد الله بن محمّد بن عبيد الله بن أبى الدنيا ، أخبرنى العبّاس بن هشام بن محمّد الكوفى ، عن أبيه عن جدّه قال : كان رجل من بنى أبان بن دارم يقال له زرعة شهد قتل الحسين فرمى الحسين بسهم فأصاب حنكه فجعل يلتقى الدم ثمّ يقول هكذا إلى السماء فيرمى به ، وذلك انّ الحسين دعا بماء ليشرب فلمّا رماه حال بينه وبين الماء.
فقال : اللهمّ ظمّه اللهمّ ظمّه ، قال : فحدّثنى من شهده وهو يموت هو يصيح من الحرّ فى بطنه والبرد فى ظهره ، وبين يديه المراوح والثلج وخلفه الكافور ، وهو يقول : اسقونى أهلكنى العطش فيؤتى بالعسّ العظيم فيه السويق أو الماء أو اللّبن لو شربه خمسة لكفاهم قال: فيشربه ثمّ يعود فيقول : اسقونى أهلكنى العطش. قال : فاتقد بطنه كانقداد البعير (١).
٤٤ ـ عنه ، أخبرنا أبو القاسم ابن السمرقندى ، أنبأنا أبو بكر ابن اللالكانى ، قالوا : أنبأنا محمّد بن الحسين بن الفضل ، أنبأنا عبد الله بن جعفر ، أنبأنا يعقوب ، أنبأنا سليمان بن حرب ، أنبأنا حمّاد بن زيد ، حدّثنى جميل بن مرّة ، قال : أصابوا إبلا فى عسكر الحسين ، يوم قتل فنحروها وطبخوها ، قال : فصارت مثل العلقم فما استطاعوا أن يسيغوا منها شيئا (٢).
٤٥ ـ عنه ، أخبرنا أبو بكر الشاهد ، أنبأنا الحسين بن علىّ ، أنبأنا محمّد بن العبّاس ، أنبأنا أحمد بن معروف ، أنبأنا الحسين بن الفهم ، أنبأنا محمّد بن سعد ، أنبأنا علىّ بن مجاهد عن حنش بن الحارث ، عن شيخ من النخع قال : قال الحجاج : من كان له بلاء فليقم فقام قوم فذكروا بلاءهم وقام سنان بن أنس فقال : أنا قاتل حسين ، فقال الحجّاج : بلاء حسن! ورجع سنان إلى منزله فاعتقل لسانه وذهب
__________________
(١) ترجمة الامام الحسين : ٢٣٦.
(٢) ترجمة الامام الحسين : ٢٥٠.