أنا الغلام اليمنيّ البجلى |
|
دينى على دين حسين بن على |
أضربكم ضرب غلام بطل |
|
ويختم الله بخير عملى |
فقتل اثنى عشر رجلا وروى سبعين رجلا (١).
١٣ ـ قال المقرم : ورمى نافع بن هلال الجملى المذحجى ، بنبال مسوّمة ، كتب اسمه عليه وهو يقول :
أرمى بها معلمة أفواقها |
|
مسمومة تجرى بها أخفاتها |
ليملأنّ أرضها رشاقها |
|
والنفس لا ينفعها إشفاقها |
فقتل اثنى عشر رجلا سوى من جرح ، ولما فنيت نباله جرّد سيفه يضرب فيهم ، فأحاطوا به يرمونه بالحجارة والنصال حتّى كسروا عضديه وأخذوه أسيرا فأمسكه الشمر ومعه أصحابه يسوقونه ، فقال له ابن سعد : ما حملك على ما صنعت بنفسك؟ قال : إنّ ربّى يعلم ما أردت ، فقال له رجل وقد نظر إلى الدماء تسيل على وجهه ولحيته : أما ترى ما بك؟
فقال : والله لقد قتلت منكم اثنى عشر رجلا سوى من جرحت وما ألوم نفسى على الجهد ولو بقيت لى عضد ما أسرتمونى وجرّد الشمر سيفه فقال له نافع : والله يا شمر لو كنت من المسلمين لعظم عليك أن تلقى الله بدمائنا فالحمد لله الذي جعل منايانا على يدى شرار خلقه ثمّ قدمه الشمر وضرب عنقه (٢).
١٤ ـ قال الطبرى : قال هشام بن محمّد ، عن أبى مخنف ، قال حدّثنى يحيى بن هانئ بن عروة ، أنّ نافع بن هلال كان يقاتل يومئذ وهو يقول : «أنا الجملى ، أنا على دين على». قال : فخرج إليه رجل يقال له مزاحم بن حريث ، فقال : أنا على دين عثمان ، فقال له : أنت على دين شيطان ، ثمّ حمل عليه فقتله ، فصاح عمرو ابن
__________________
(١) المناقب : ٢ / ١١٩.
(٢) مقتل الحسين : ٢٨٣.